تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في الطريق إلى واشنطن

حدث وتعليق
الثلاثاء 5-5-2009م
ناديا دمياطي

على وقع اصرار السودان على تجاوز التداعيات الخطيرة لمذكرة محكمة الجنائية الدولية بدا الحراك السياسي للقيادة السودانية

مثمراً في هذا البلد العربي المستهدف بسيناريوهات التقسيم والتفتيت بمخطط ليس ببعيد عن أهداف صهيونية غربية لخلق حالة من الاضطراب في المنطقة العربية الافريقية ببواباتها المائية الهامة وثرواتها الضخمة، ربما تمهيداً لتكرار نموذج الصومال والعراق لاستعادة استعمار افريقيا كلها.‏

بوحدته الوطنية وتلاحم القيادة مع الشعب تمكن السودان بالشروع في نزع ذرائع الغرب للتدخل من بوابة الازمة الدارفورية، التي شهدت تفاعلات مشجعة بدأت بتجاوب كامل للقيادة السودانية بفتح الحوار مع الحركات المسلحة فيه واعتماد التنمية طريقاً للسلام، والتفاعل مع كل المبادرات العربية والافريقية لحل الازمة والالتزام باتفاقيات السلام.‏

وبعثت تلك القيادة برسائل ايجابية للمجتمع الدولي للقبول بالحوار المشروط بالسيادة واستقلالية القرار السوداني.‏

وقبيل العودة الثانية للمبعوث الاميركي غرايشن إلى الخرطوم اليوم اعلنت الخارجية السودانية رغبتها بدور ملموس وفاعل لواشنطن تجاه سلام دارفور على غرار دورها في سلام الجنوب السوداني والذي اعلنت فيه الحركة الشعبية لتحرير السودان ايضاً نزع سلاح الحركة وتحويلها إلى حزب سياسي وضم جيشها للقوات المسلحة السودانية إلى ان يقرر الجنوب الانفصال أو البقاء ضمن سودان موحد.‏

عودة مبعوث أوباما لها دلالاتها وسط توقعات بتجاوب واشنطن مع مطالب الخرطوم برفع اسم السودان من قائمة مايسمى بالدول الداعمة للارهاب، والغاء العقوبات وترفيع التمثيل الدبلوماسي لمستوى السفراء.‏

مطالب محقة لبلد تجاوب مع الشرعية الدولية أولاً ومع شعار تغيير السياسة الاميركية ليس تجاه السودان فحسب بل العالم ككل وهو يحاول معالجة الملفات العالقة بينه وبين واشنطن بفرض تطبيع العلاقات.‏

القضية السودانية بتداعياتها تستدعي يقظة عربية وتضامناً مع افريقيا لتجنيب السودان مخاطر تدخل ليست الاصابع الصهيونية المسمومة بعيدة عنه، بعد ان اعطى الغرب النزاع في دارفور صدى إعلامياً فاق العديد من النزاعات الاقليمية والدولية وسط تساؤلات عن جدية التحركات العربية لحمايته أولاً ولماذا يستهدف السودان بمؤامرة الجنائية الدولية غير الشرعية التي أدينت عربياً وافريقياً بما تضمره من نوايا تهدد السلام في السودان وجواره.‏

لاشك ان غرايشن يحمل معه رؤية جديدة أوخارطة طريق للتعامل مع الخرطوم وعلى ضوء نتائج زيارته يمكن للسودان النظر في إمكانية زيارة وفد حكومي لواشنطن مايعني بداية ملموسة لمصداقية التغيير في الدبلوماسية الاميركية تجاه الازمات الدولية ؟!‏

تعليقات الزوار

وفيق ، الضيعة  |  المفاوض دائما يسأل : ماذا عندك | 05/05/2009 11:56

في اعتقادي يا خالة ناديا ان الغرب لايفهم الا لغة التحدي ومنطق القوة ، ولكن يجب ان يكون هذا التحدي مدروسا وواعيا بعيدا عن الغوغائية والغباء والفخوخ ، وان يضع المتحدي نصب عينيه القدرات التي يملكها مقارنة بالقدرات التي يملكها الطرف الاخر ، والسير في خطى تجعل الطرف الاخر في حيرة من امره ، فلا نستطيع على سبيل المثال ان نقول باننا نستطيع ان نهزم امريكا واسرائيل ونحن عاجزين عن صناعة اسلحة قادرة على هزيمتهم . بعد وقوف حرب الاستنزاف بين سوريا والعدو الاسرائيلي بعيد حرب تشرين الكبيرة ادركت سوريا حافظ الاسد بان اللعبة كبيرة جدا وعليه يجب ايجاد اوراق جانبية تستطيع سوريا من خلالها حماية نفسها وايضا كقوة رديفة من اجل ابقاء قضية الجولان المحتل حية الى ان يعود ، تصوري يا خالة ناديا ان سوريا بوضعها الحالي ووضع المنطقة ايضا لاتملك اية ورقة مما تملكه حاليا وعلى رأسها ورقة المقاومة اللبنانية ، ماذا كان سوف يحدث لسوريا ، اقلها.. اجبارها على توقيع معاهدة سلام مع اسرائيل باقل من شروط معاهدة كامب ديفيد ، وايضا عندها ستكون ارض سوريا لاسمح الله سائبة للعسكريين الاميريكيين يأتون اليها ويملون شروطهم وجدولهم متى يشائون ، كما يحدث الان في زيارة وزير الدفاع الاميريكي لكل من مصر والسعودية حيث كالعادة سيتم تحديد العدو لهم وهو ايران بالطبع وعلى مصر ملاحقة الانفاق (يا للسخرية) . في احدى المقابلات مع رئيس وزراء العدو نتنياهو في اواخر التسعينات ، سأله احد الصحفيين عن عدم جديته في ابرام سلام مع سوريا ، الا ان الرد المفلس كان كالمعتاد بان سوريا تدعم الارهابيين ، الا انه استطرد قائلا بانه يملك احتراما كبيرا للرئيس حافظ الاسد لما يملك من قدرات هائلة في ادارة السياسة والتحكم بها فهو واحد من اعرق سياسيي المنطقة على مدار التاريخ ، اريد ان اقول بان حتى الاعداء يقوم باحترام خصومهم ان هم اداروا دفة السياسة بحكمة وحنكة ودراية وهذا ما عبر عنه الرئيس بشار الاسد في القمة العربية في الكويت حين قال بان العالم لايحترم الا الاقوياء ، وهو يردد بذلك كلام الرئيس الراحل حافظ الاسد حامي سوريا في محياه وفي مماته عندما ترك لنا ارث المقاومة.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ناديا دمياطي
ناديا دمياطي

القراءات: 1647
القراءات: 917
القراءات: 875
القراءات: 1085
القراءات: 875
القراءات: 984
القراءات: 987
القراءات: 1107
القراءات: 944
القراءات: 974
القراءات: 1074
القراءات: 982
القراءات: 1011
القراءات: 1121
القراءات: 1083
القراءات: 1032
القراءات: 1065
القراءات: 1991
القراءات: 1036
القراءات: 1202
القراءات: 1055
القراءات: 1080
القراءات: 1040
القراءات: 1082
القراءات: 1128

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية