| في الطريق إلى واشنطن حدث وتعليق مثمراً في هذا البلد العربي المستهدف بسيناريوهات التقسيم والتفتيت بمخطط ليس ببعيد عن أهداف صهيونية غربية لخلق حالة من الاضطراب في المنطقة العربية الافريقية ببواباتها المائية الهامة وثرواتها الضخمة، ربما تمهيداً لتكرار نموذج الصومال والعراق لاستعادة استعمار افريقيا كلها. بوحدته الوطنية وتلاحم القيادة مع الشعب تمكن السودان بالشروع في نزع ذرائع الغرب للتدخل من بوابة الازمة الدارفورية، التي شهدت تفاعلات مشجعة بدأت بتجاوب كامل للقيادة السودانية بفتح الحوار مع الحركات المسلحة فيه واعتماد التنمية طريقاً للسلام، والتفاعل مع كل المبادرات العربية والافريقية لحل الازمة والالتزام باتفاقيات السلام. وبعثت تلك القيادة برسائل ايجابية للمجتمع الدولي للقبول بالحوار المشروط بالسيادة واستقلالية القرار السوداني. وقبيل العودة الثانية للمبعوث الاميركي غرايشن إلى الخرطوم اليوم اعلنت الخارجية السودانية رغبتها بدور ملموس وفاعل لواشنطن تجاه سلام دارفور على غرار دورها في سلام الجنوب السوداني والذي اعلنت فيه الحركة الشعبية لتحرير السودان ايضاً نزع سلاح الحركة وتحويلها إلى حزب سياسي وضم جيشها للقوات المسلحة السودانية إلى ان يقرر الجنوب الانفصال أو البقاء ضمن سودان موحد. عودة مبعوث أوباما لها دلالاتها وسط توقعات بتجاوب واشنطن مع مطالب الخرطوم برفع اسم السودان من قائمة مايسمى بالدول الداعمة للارهاب، والغاء العقوبات وترفيع التمثيل الدبلوماسي لمستوى السفراء. مطالب محقة لبلد تجاوب مع الشرعية الدولية أولاً ومع شعار تغيير السياسة الاميركية ليس تجاه السودان فحسب بل العالم ككل وهو يحاول معالجة الملفات العالقة بينه وبين واشنطن بفرض تطبيع العلاقات. القضية السودانية بتداعياتها تستدعي يقظة عربية وتضامناً مع افريقيا لتجنيب السودان مخاطر تدخل ليست الاصابع الصهيونية المسمومة بعيدة عنه، بعد ان اعطى الغرب النزاع في دارفور صدى إعلامياً فاق العديد من النزاعات الاقليمية والدولية وسط تساؤلات عن جدية التحركات العربية لحمايته أولاً ولماذا يستهدف السودان بمؤامرة الجنائية الدولية غير الشرعية التي أدينت عربياً وافريقياً بما تضمره من نوايا تهدد السلام في السودان وجواره. لاشك ان غرايشن يحمل معه رؤية جديدة أوخارطة طريق للتعامل مع الخرطوم وعلى ضوء نتائج زيارته يمكن للسودان النظر في إمكانية زيارة وفد حكومي لواشنطن مايعني بداية ملموسة لمصداقية التغيير في الدبلوماسية الاميركية تجاه الازمات الدولية ؟!
|
|