لكن أميركا المأزومة في سورية وفي الخليج العربي، وفي غير مكان من هذا العالم المترامي الأطراف، تحاول دائماً العودة إلى نبش دفاترها المهترئة علها تنقذ مشاريعها وأجنداتها بالأسلوب الفاشل ذاته.
ومثل هذا الكلام ليس مصدره التنبؤات أو الرجم بالغيب أو محاولة (شيطنة) أميركا، فهذه الأخيرة ليست بحاجة إلى أدلة لإثبات سياستها الاستعمارية الشيطانية، بل هي حقائق دامغة تم كشفها بمعلومات دقيقة تؤكد نيات واشنطن ومعها حليفها الكيان الإسرائيلي استئناف تدريب إرهابيين جدد في معسكرات جديدة قرب الحدود الأردنية مع سورية، أو حتى داخل الأردن، لنقلهم إلى الجنوب السوري وفتح غرف (موك) جديدة لتحقيق هذه الغاية.
التسريبات الجديدة تقول إن مستشارين أميركيين أرسلهم (البنتاغون) لإنعاش برنامج تدريب وتأهيل جديد لإرهابيين وتدريبهم على عمل العصابات ضمن ما زعموا أنه برنامج فرعي لتنشيط وإحياء غرفة عمليات مشتركة مع الأردن لها علاقة بتحالف واشنطن الإرهابي المزعوم لمكافحة الإرهاب.
برامج أميركا الجديدة في الجنوب السوري تأتي تحت وصاية ورغبة الكيان الإسرائيلي الذي يجهد نفسه للسيطرة على مجريات الأمور هناك، والذي دعم التنظيمات الإرهابية هناك، وعلى مدى سنوات، بالمال والسلاح والتدريب وحتى في علاج جرحاها وصولاً إلى العدوان المباشر.
لكن دون أن يدرك الطرفان المعتديان أن مقامراتهما عقيمة، ومناوراتهما في ربع الساعة الأخير لن تنقذ أجنداتهما، لأن السوريين وحدهم من سيكتبون سطور مستقبلهم ويحررون أرضهم ويرسمون خارطتهم الوطنية المستقلة.