تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


... إذاً أنا موجود!

لبنان
معاً على الطريق
الأربعاء 29-4-2009م
نبيه البرجي

«أنا برميل، إذاً، أنا موجود». مجرد تعديل تقني، وباللغة العربية فقط، للكوجيتو الذي اطلقه الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت. هذا بعدما اعتذر منا المستشرق الفرنسي،

ايضا، جاك بيرك، واجرى تعديلا في تعريف أرسطو للانسان، فاعتبر الانسان العربي «ناطقا جدا»، وعزا السبب الى الغيبوبة المديدة التي حجبت كل تلك العبقرية بكل تلك الثرثرة...‏

نقول هذا بعدما فقدنا حتى الرغبة (اجل ... الرغبة) في تشكيل منظومة استراتيجية على المستويات كافة. لا وقت الآن، وقد ضاق المجال وضاق، وبتنا نصغي الى شروط افيغدور ليبرمان التي تلقى صدى لدى البعض من بني قومنا، للرغبات، والهواجس، والرهانات العبثية...‏

لكننا - يا جماعة - نمشي معكم، ونقول اننا أمة الحد الادنى، حسنا، لماذا لا نلعب داخل هذا الحد الادنى. على الاقل، نقدم انفسنا للعالم كما ينبغي، وبيننا الكثيرون من اصحاب القامات (والقيم) العالية، وبعدما تبين لنا ان ثورة الاتصالات نفسها تلعب ضدنا...‏

نوضح، لمن يتابع المقالات والأبحاث والدراسات التي تصدر في ارجاء العالم، لاسيما في الغرب، عن الشرق الاوسط: العربي، يا سادة يا كرام (بالإذن من صاحبنا الحكواتي) إما انه هيكل عظمي عالق في الفراغ، وقد ارغمنا التاريخ على ان يلفظ انفاسه الاخيرة، أو انه برميل نفط، وقد ارغمنا الجغرافيا على ان تلفظ انفاسها الاخيرة..‏

بحثا عن العربي الثالث في عقل، أو ضمير، اولئك الذين يعتبرون انهم يمسكون، فكريا وفلسفيا وحتى ايديولوجيا، بقرني القرن، ودون ان نكون على ذلك المستوى من الحدة الذي نغفل معه أن هناك من ينظر إلينا بعقلانية: وحتى بود، إن لم نقل بشفقة لأن ثمة من يتولى تغييبنا، عن عمد...‏

كما لو أننا، بضعفنا الذي تتابعونه، يأساً، وإن عبر الشاشات، لسنا شركاء في ذلك التغييب حتى إذا ما قررنا الحضور، ففي الإطار الفولكلوري البحت لافتقادنا إلى الرؤية البعيدة المدى، والمتعددة الأبعاد، للأشياء، ولأننا، لولا تلك الاستثناءات القليلة، والساطعة، قررنا أن نكون هامشيين وعلى موعد مفتوح مع الانتظار...‏

لا شيء، سوى الفراغ الآخر، يهبط من المدخنة. غريب ذلك التفاعل البارد حتى مع الصدمات الكهربائية. ما قولكم بصدمات... الفحم الحجري؟‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 29/04/2009 01:14

في هذه المقالة وفي وصف الكاتب لصناع القرار العربي اليوم لاتصح تركيبات البرجي التي يستعيرها عادة وبتصرف من أقوال غربية فلسفية , فهم أي صناع القرار العربي ليسوا بلا رؤية ينتظرون في فراغ, بل قرروا تبني رؤى الغرب في تدميرنا, فركبوا القطار الأمريكي فإن احترقت أرضنا فهم بشحمهم ولحمهم من الناجين, وزيادة في الإطمئنان على حياة أجسادهم فإنهم لايكتفون بركوب القطار الأمريكي فحسب , بل باتوا يطرقون باب عربة إسرائيل يتباركون في الصهينة كي يبقوا بهذه العربة أطول فترة ممكنة في النجاة من زمن الفوضى والتدمير. إنه ركوب ونوم أهل الكهف (إنما الفاسدين لاالصالحين), لعلهم يبقون0كما يتخيلون) لزمن تصنعه إسرائيل فلا تكون فيه لافلسطين ولاعروبة ولاإسلام.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 نبيه البرجي
نبيه البرجي

القراءات: 896
القراءات: 933
القراءات: 1025
القراءات: 1113
القراءات: 1153
القراءات: 1049
القراءات: 947
القراءات: 1154
القراءات: 1005
القراءات: 985
القراءات: 1106
القراءات: 1222
القراءات: 1200
القراءات: 1303
القراءات: 1085
القراءات: 1253
القراءات: 1168
القراءات: 1116
القراءات: 1045
القراءات: 1162
القراءات: 1114
القراءات: 1153
القراءات: 1187
القراءات: 1196
القراءات: 1275

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية