| ... إذاً أنا موجود! لبنان ايضا، جاك بيرك، واجرى تعديلا في تعريف أرسطو للانسان، فاعتبر الانسان العربي «ناطقا جدا»، وعزا السبب الى الغيبوبة المديدة التي حجبت كل تلك العبقرية بكل تلك الثرثرة... نقول هذا بعدما فقدنا حتى الرغبة (اجل ... الرغبة) في تشكيل منظومة استراتيجية على المستويات كافة. لا وقت الآن، وقد ضاق المجال وضاق، وبتنا نصغي الى شروط افيغدور ليبرمان التي تلقى صدى لدى البعض من بني قومنا، للرغبات، والهواجس، والرهانات العبثية... لكننا - يا جماعة - نمشي معكم، ونقول اننا أمة الحد الادنى، حسنا، لماذا لا نلعب داخل هذا الحد الادنى. على الاقل، نقدم انفسنا للعالم كما ينبغي، وبيننا الكثيرون من اصحاب القامات (والقيم) العالية، وبعدما تبين لنا ان ثورة الاتصالات نفسها تلعب ضدنا... نوضح، لمن يتابع المقالات والأبحاث والدراسات التي تصدر في ارجاء العالم، لاسيما في الغرب، عن الشرق الاوسط: العربي، يا سادة يا كرام (بالإذن من صاحبنا الحكواتي) إما انه هيكل عظمي عالق في الفراغ، وقد ارغمنا التاريخ على ان يلفظ انفاسه الاخيرة، أو انه برميل نفط، وقد ارغمنا الجغرافيا على ان تلفظ انفاسها الاخيرة.. بحثا عن العربي الثالث في عقل، أو ضمير، اولئك الذين يعتبرون انهم يمسكون، فكريا وفلسفيا وحتى ايديولوجيا، بقرني القرن، ودون ان نكون على ذلك المستوى من الحدة الذي نغفل معه أن هناك من ينظر إلينا بعقلانية: وحتى بود، إن لم نقل بشفقة لأن ثمة من يتولى تغييبنا، عن عمد... كما لو أننا، بضعفنا الذي تتابعونه، يأساً، وإن عبر الشاشات، لسنا شركاء في ذلك التغييب حتى إذا ما قررنا الحضور، ففي الإطار الفولكلوري البحت لافتقادنا إلى الرؤية البعيدة المدى، والمتعددة الأبعاد، للأشياء، ولأننا، لولا تلك الاستثناءات القليلة، والساطعة، قررنا أن نكون هامشيين وعلى موعد مفتوح مع الانتظار... لا شيء، سوى الفراغ الآخر، يهبط من المدخنة. غريب ذلك التفاعل البارد حتى مع الصدمات الكهربائية. ما قولكم بصدمات... الفحم الحجري؟
|
|