| تكريم فيصل خرتش في دير حافر أبجــد هــوز المبني على(مقتضيات المصلحة العامة!) وينص على نقل المدرس فيصل خرتش من حلب إلى المجمع التربوي في بلدة دير حافر التي تبعد عن حلب مسافة خمسين كيلومترا, ليعمل هناك بصفة (كاتب مراسلات). المدرَّس المنقول فيصل خرتش, لمن لا يعرف, هو واحد من أهم القصاصين والروائيين في سورية والوطن العربي, أصدر حتى الآن خمس مجموعات قصصية, وإحدى عشرة رواية فازت إحداها وهي(موجز تاريخ الباشا الصغير)بجائزة مجلة الناقد سنة 1991, وفازت روايته (تراب الغرباء) بجائزة نجيب محفوظ 1994, وفاز فيلمه تراب الغرباء الذي أخرجه سمير ذكرى ويتضمن سيرة حياة عبد الرحمن الكواكبي بذهبية مهرجان القاهرة السينمائي, وكتب مسلسل باب الحديد الذي أخرجه رضوان شاهين وحصل على فضية مهرجان القاهرة التلفزيوني, وكتب مسلسل دوار القمر الذي أخرجه خالد الخالد, ويكتب في الصحافة على نحو دائم. العبرة التي يمكن أن يستشفها الإنسان من قرار النقل المذكور، يمكن إرجاعها إلى أن فيصل خرتش لديه خدمة مقدارها أربع وثلاثون سنة في تدريس اللغة العربية وتمكينها, وعمره الآن سبع وخمسون سنة, أي أنه أصبح على أبواب التقاعد, وقد أصابته قبل سنوات جلطة وجدت أنه من غير المناسب أن تدخل وحدها إلى دماغه، فأحضرت معها ابن أختها(النزيف الدماغي) فتضامن حضرته مع خالته الجلطة الدماغية وسببا لفيصل ثقلا في حركة يده وفي لسانه أيضا. وعلى ما يبدو فقد لاحظ السادة المسؤولون في مديرية التربية بحلب أنه لم يسارع أحد من أصحاب الشأن في اتحاد الكتَّاب العرب أو في وزارة الثقافة أو في نقابة المعلمين إلى تكريم فيصل, أو دعمه ببعض الأموال التي تساعده على الاستشفاء, فارتأوا أن يكرموه بالنقل إلى بلدة دير حافر بعد أن كسروا رتبته من مدَّرس مخضرم إلى كاتب صادرة وواردة. الحقيقة أن مديرية التربية بحلب كانت تستطيع أن تجعل هذا التكريم حافلا أكثر مما هو عليه, فتفرض عليه _مثلا_عقوبة حسم عشرة بالمئة من راتبه لمدة ستة أشهر, أو تنقله إلى محافظة نائية فيضطر أن ينقل أسرته كلها ويستأجر بيتا ويسكن هناك, وكلها ثلاث سنوات ويتقاعد ويرجع مع أسرته إلى حلب الشهباء بالسلامة. على راسي حارتك يا خيو. merdas@scs-net.org
|
|