لا أدري لماذا أفتقد في الحديث عن القدس كاتبين صنعا للقارئ قدسه.. قدسهم.. القدس..ادوارد سعيد ونقولا زيادة.. الكاتبان اللذان نقلا القدس في كتاباتهما إلى العالم وأحرجا مثقفي الغرب بأن يراجعوا أنفسهم وضمائرهم..وخصوصا ادوارد سعيد حيث استكثر الغرب على فلسطين والقدس أن يكون فيها مفكر بهذا الحجم والأهمية عبر التاريخ..
بدأت مظاهر الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009 وبدأ معها إظهار الصورة المخيفة المستبطنة في ظل الخلافات العربية- العربية والخلافات الفلسطينية – الفلسطينية..هكذا تظهر الثقافة ما قدمه لنا المقدسيان (سعيد وزيادة ) كيف تكشف الثقافة وتعري ما خفي في الحياة.
القدس حالة حلم في ذاكرتنا.. ما نخشاه أن تنتهي السنة وتنضاف هذه الاحتفالية إلى قائمة الضحايا في تراثنا بدل أن نحولها إلى مشكاة يضيء نورها زيت من زيتونة لا شرقية ولا غربية..زيتونة عربية..
الاحتفال بالقدس هو احتفال بالأمل..فإذا كان اسم هذه المدينة على علاقة تاريخية ولغوية بالمقدسات فعلى الأقل نتعلم من هذا الاسم كيف نحتفل بالثقافة ونقدس الحلم.
اللجان العربية الموازية للجنة الرسمية تشكلت في العواصم والمدن العربية لكي ينقلوا لها القدس عبر أنشطة متعددة فتتحول القدس من مكان ثابت محدد إلى نور ينبع من مكان ما في القلب فيصبح الاحتفال بالقدس هو احتفال بالقلب!.