تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من العـــــــراق..

بغداد
الافتتاحية
الخميس 23-4-2009م
بقلم رئيس التحرير أسـعد عبـود

ثمة قوى كثيرة تتباين مصالحها ممثلة في العمل السياسي على الساحة العراقية، البلد كبير وطموح، ويستوعب الجميع عندما يتحكم بقراره دون أي التباسات، وثمة مبررات كثيرة للتفاؤل.

اليوم ليس كالأمس.. ومع ذلك المعاناة قائمة، ولم تنته.. لكن.. بالإرادة الوطنية لمواجهة كل الاشكالات يمكن أن تتشكل أرضية مناسبة للسعي نحو المستقبل. وهو مايبدو متوافراً اليوم.‏

عراق اليوم هو عراق التأسيس لبنيته الوطنية المادية والمعنوية، وفي علاقاته العربية والأجنبية. واللقاء السوري العراقي الذي شهدته بغداد في اليومين الماضيين، في إطار اجتماعات اللجنة العليا المشتركة، هو مساهمة فعلية ومهمة في التأسيس لهذه الأرضية، والعبور منها إلى المستقبل.‏

توجه البلدين إلى اللقاء والعمل المشترك واضح.. وكل منهما له مصلحة في اللقاء، لذلك كان الترحيب العراقي اللافت للوفد السوري برئاسة السيد المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء، الذي جاء يحدوه الأمل وتدفعه الإرادة لبناء حقائق على الأرض.‏

من العبث القول إن اللقاء يرضي كل الاتجاهات، هو يرضي تماماً أصحاب التوجه العروبي الوحدوي، الذين يعملون لوحدة العراق وسيادته واستعادة دوره الفاعل في المنطقة والوطن العربي، ويرضي إرادة البناء والإعمار.‏

أهمية اللقاء - بتقديرنا- لا تقاس فقط بأهمية الاتفاقات الموقعة والتي لم توقع كمشروع اتفاق التعاون في مجالات النفط والغاز والطاقة الذي وصفه السيد نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء العراقي بالاستراتيجي.‏

منطق الوجود والحياة يقتضي أن يبدأ البلدان بجدية مسيرة جديدة تستجيب للمدى اللا محدود والآفاق الكبيرة من التعاون التي تحدث عنها المهندس عطري، والتي قال عنها في مؤتمر صحفي في ختام محادثات الوفدين:‏

روابطنا أكثر من التاريخ والجغرافيا، في حين قال المالكي علاقاتنا لا بد أن تكون متميزة.‏

الآن.. لابد أن سؤالاً يطرحه المتابع والقارئ يقول:‏

ماذا بعد؟‏

نيات طيبة.. رؤية سليمة.. اتفاقيات عديدة.. ثم ماذا؟‏

هل لديكم عمل محسوس حول التعاون النفطي؟‏

هل من جديد حول مليون ونصف مليون مهجر عراقي تستضيفهم سورية؟‏

هل سيكون العراق ساحة عمل للكوادر الفنية، وسوقاً للسلع السورية؟‏

نريد المحسوس.‏

أرى أن هذا حق لكل من يريد أن يسأل.‏

ولا أرى أن ذلك تجاوز بكثير مراحل الحوار حوله، ولم يبلغ مستوى القرار، باستثناء عمل الكوادر السورية في العراق، حيث أكد المالكي أن سورية هي في طليعة الأشقاء الذين يرجى منهم التصدي لبناء العراق.‏

لا يُتوقع من دورة الاجتماعات التي أنهت أعمالها في بغداد أمس أن تصل إلى مرحلة القرار في ذلك كله، لطبيعة في الأوضاع السائدة، والظروف الموضوعية.‏

وبدورنا نسأل:‏

هل نبدأ بالتعاون والعمل المشترك من القرار والتنفيذ؟ أم من جولة الأفق والحوار والبحث عن مزيلات كل العقبات؟‏

نحن لا نريد القفز في الفراغ.‏

نريد خطوات واثقة مهما كانت أقل من الطموح المادي وتتناسب مع الطموح في صدق العلاقات، وأن يقرأ كل من الطرفين هموم الآخر كما يبحث حاجته لديه. لم نصل إلى الرضا، لكننا نراها جهوداً جديرة بالتحية والتكريم، من حيث هي حلقة في سلسلة، وليست دائرة مغلقة فتحناها وأغلقناها في بضعة أيام.‏

ثم من أي ظروف للغربة كانت بين الشقيقين المتجاورين المتحابين ننطلق.‏

إنه لمن الضروري جداً أن تكون سورية موجودة، إذ العراق يرسم مخططه للحياة الجديدة وإعادة الإعمار.‏

وإذ يرحب العراق بهذا الوجود السوري، نؤكد على ماوصف به السيد نوري المالكي أكثر من مرة زيارة المهندس ناجي العطري والوفد المرافق له بالتاريخية.‏

a-abboud@scs-net.org

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalati_9@hotmail,.om | 23/04/2009 09:12

تعب الشعبان الأخوان في العراق وسورية من دق أسافين النظام الحاكم في العراق في العلاقة الطبيعية بين البلدين على مر السنين, فأرجو من اليوم أن يستريح الشعبان الأخوان في العراق وسورية ويتعايشا معا ضمن المصالح المشتركة وبلا منغصات من أهل الحكم.

المهندس / محمد المفتاح - الرقة ومقيم في الرياض |  almoftah_2005@hotmail.com | 25/04/2009 15:07

الأستاذ / أسعد عبود ، تحية وبعد : عندما يهبّ الهواء الغربي على العراق يحمل في طبقاته عبق الدولة الأموية المنبعث من دمشق ، فتردّ بغداد بهواء شرقي يحمل في طبقاته عطر الدولة العباسية إلى دمشق ، وكما قامت دمشق بالواجب تجاه بغداد عندما نصحتها بعدم معاداة دولة إيران الإسلامية ، وبالانسحاب من الكويت قبل أن يبلغ السيل الزبى ، ووقفت ضدّ الاحتلال الأمريكي لها ، وكانت الرئة التي تنفسّ منها الأشقاء العراقيون الصعداء من ظلم الحاكم وبعده ظلم المحتل ، فقد آن الأوان لتردّ بغداد الواجب بالواجب تجاه دمشق التي اعتبرت بغداد عمقاً استراتيجياً لها في وجه عدو واحد هو إسرائيل ، وبغداد تعرف أن دمشق هي بوابة العبور إلى البحر المتوسط ، وتعرف أن الشركات السورية ذات باع طويل في مجال استصلاح الأراضي وبناء السدود ، وتعرف أيضاً أن صناعة السياحة في سورية قد قطعت أشواطاً طويلة إلى الأمام ، وتعرف أن الاستثمار في سورية ذو ربحية عالية ، وتعرف بغداد الكثير عن دمشق العروبة .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 698
القراءات: 725
القراءات: 700
القراءات: 797
القراءات: 658
القراءات: 772
القراءات: 715
القراءات: 769
القراءات: 700
القراءات: 740
القراءات: 638
القراءات: 731
القراءات: 730
القراءات: 696
القراءات: 735
القراءات: 869
القراءات: 612
القراءات: 909
القراءات: 1070
القراءات: 812
القراءات: 776
القراءات: 1087
القراءات: 978
القراءات: 760
القراءات: 913

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية