وثمة مؤشرات تشير إلى تراجع حركة البيع عما كان عليه الحال في الدورات السابقة , وكانت النتيجة كثيراً من الزوار, قليلاً من البيع , ثمة أسباب واضحة لا تحتاج إلى عميق بحث لمعرفة السبب , هناك بضعة أسباب تتعلق بالناشر والأسباب الأكثر تتعلق بالقارئ .
من الملاحظ أن الجديد قليل والجيد اقل , وكانت إدارة المعرض أسبق من الناشرين في اكتشاف هذه الحقيقة, عندما اشترطت نسبة من العناوين الجديدة, وأكدت أن أهداف المعرض ليس في كمية البيع بل التعريف بالكتاب والترويج له ولقاء الناشرين .
من هذه الزاوية يمكن القول إن المعرض حقق أهدافه في خلق التفاعل بين الناشر والجمهور, لكن النجاح بالنسبة للناشر يقاس بالإيرادات المالية , وهذا الأمر يتعلق بظروف ونفسية القارئ بالدرجة الأولى .
لنعترف بالحقيقة وهي أن جيل الكتاب تقلص ليتمدد على حسابه جيل التلفزيون , قد يقولون إن الوضع المادي له دور , ربما يصح هذا التفسير لكن ليس إلى درجة كبيرة , فمن الواضح أن الإخلاص للكتاب تراجع ليحل محله عشق التلفزيون .
هناك واقعة جرت في الأيام الأولى لمعرض الكتاب تؤكد ما نذهب إليه , ففي اليوم السادس من المعرض كانت هناك حشود على بعد عدة أمتار من مكان إقامة المعرض بلغت أضعاف زواره , والسبب حضور ممثل تركي وسيم عرفه الناس من خلال مسلسل مدبلج , والمناسبة تقديم حفل فني لمطرب شهير بلغت قيمة تذكرة الدخول عشرة آلاف ليرة , وطبعا تصوروا كم ستدفع عائلة مكونة من ثلاثة أشخاص , لاشك أن مثل هذا المبلغ يكفي لتكوين مكتبة منزلية كبيرة .
ألا يعني هذا أننا لم نعد أمة اقرأ ونون والقلم وما يسطرون , بل أصبحنا جيل التلفزيون !!.