والتي فاقت سلوك نظام (الابارتيد) العنصري البائد في جنوب افريقيا وسواه من أنظمة التمييز البشعة عبر التاريخ.
فالاندبندنت قالت في خبرها : إن السلطات العسكرية الإسرائيلية فرضت حظراً شاملاً على الفلسطينيين الذين يحاولون السباحة أو الاستجمام في البحر الميت , ومنعت حتى تلاميذ المدارس من الاقتراب من شواطئه, وأجبرت عدة رحلات مدرسية على العودة الى الضفة الغربية ومنعت التلاميذ حتى من مشاهدة البحر على مسافة قريبة ولو لمدة خمس دقائق فقط.
أما ( لوموند) فأشارت إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت أوامر تقضي بمنع طباعة الادب باللغة العربية داخل كيانها العنصري ودللت على ذلك بمنع الطبعة العربية من رواية الكاتب الإيطالي ( كارلو كولدي) الخاصة بالاطفال وكذلك رواية ( الخيميائي) للكاتب باولو كويلهو بحجة ان العبارات باللغة العربية تحض على التخريب والارهاب المزعومين.
إذاً ممنوع على العرب في فلسطين المحتلة رؤية بحرهم وممنوع على اطفالهم قراءة أدبهم بلغتهم وممنوع على شبانهم سلوك الطرقات الخاصة براكبي الدراجات الاسرائيلية في الضفة الغربية لان للمستوطنين طرقاتهم وللعرب طرقاتهم , فأي عنصرية أقبح من هذه العنصرية?! وأي ممارسات لا أخلاقية ولا انسانية يواصل هذا الكيان الاستعماري القيام بها تحت سمع العالم وبصره دون أن يحرك ساكناً ?!
إسرائيل هذه لا تزال تمنع المواد الغذائية عن غزة ولا تزال تمنع امدادات الوقود اليها, ولا تزال تمنع المنظمات الانسانية والمؤسسات الطبية الدولية من ايصال موادها الطبية الى المرضى, ولا تزال تمنع هؤلاء من الخروج الى مصر وتغلق المعابر بوجههم ,ولا تزال تمنع المصلين من التوجه الى مساجدهم وكنائسهم, ولا تزال تفعل كل ما ينافي الاعراف والقوانين الدولية واليوم تمنع حتى قراءة الادب بالعربية او اقتراب الفلسطيني من شاطىء بحره, وغداً ربما تمنعه من استنشاق الهواء لكن المفارقة الصارخة أن العالم لا يزال متفرجاً !!
ahmadh@ ureach.com