تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تصويت بالمقلوب!

قضايا الثورة
الثلاثاء 22/11/2005م
أحمد حمادة

التصويت الذي جرى منذ يومين داخل الكونغرس الأميركي حول قرار رعاه بعض النواب الجمهوريين, ويدعو إلى الانسحاب الفوري من العراق,

يعطي مؤشراً جديداً على مضي الإدارة الأميركية في استراتيجيتها تجاه هذا البلد العربي غير عابئة بخسائرها المتتالية من ناحية وبحجم الدمار الذي تلحقه بالشعب العراقي من ناحية أخرى.‏

ورغم أن رفض الانسحاب الأميركي من العراق هو تحصيل حاصل للسياسة التي تنتهجها إدارة بوش منذ احتلالها لهذا البلد وحتى يومنا, وإن مجرد التفكير بجدولة الانسحاب يعتبر خرقاً لهذه السياسة, إلا أن اللافت أكثر أن يقوم أعضاء الكونغرس الأميركي بمجاراة إدارتهم وشد أزرها في مواصلة سياسة الاحتلال, مع أن الكثيرين منهم حاولوا وضع النقاط على الحروف في غير مناسبة سواء من خلال كشف ا لأخطار السلبية التي سيجلبها الاحتلال لبلدهم أو من خلال التركيز على عدم مشروعية تلك الحرب وآثارها المأساوية على الشعب العراقي.‏

ولعل أكثر ما يلفت الانتباه في التصويت حول القرار الذي قدمه رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي (دونكان هنتر) وهو من الحزب الجمهوري, أن يتم رفضه بغالبية 403 أصوات مقابل ثلاثة فقط لاغير.‏

فرغم أن الجمهوريين تذرعوا بالتصويت ضد القرار بذريعة تعبيرهم عن الدعم غير المحدود لقواتهم المحتلة في العراق, ورغم أن الديمقراطيين قالوا أنهم صوتوا ضده في محاولة منهم لتفادي النقاش المحتدم إزاء إدارة الرئيس جورج بوش للحرب إلا أن هذه النسبة المرتفعة في تأييد استمرار الاحتلال تدل دلالة خطيرة على المزاج السياسي الذي لا يزال يحكم محددات السياسة الأميركية سواء في البيت الأبيض أو داخل أروقة مجلسي النواب والشيوخ حيال القضية العراقية وقضايا المنطقة بشكل عام.‏

المفارقة الثانية في هذا الإطار أن الرئيس الأميركي بوش سارع بعد التصويت على القرار إلى تأكيد سياسته وخطوطها العريضة في العراق رافضاً الانسحاب أو حتى الحديث عنه من ناحية ومبشراً بمواصلة القتال حتى الانتصار على حد قوله!‏

والسؤال هنا إذا كانت حرب بوش في العراق جاءت تحت مزاعم البحث عن أسلحة الدمار الشامل والقضاء عليها ولم يتم ذلك لأنه لا أثر لأسلحة دمار إلا في عقول من اخترع تلك الكذبة, وإذا كانت الحرب قد تم تسويقها بعد قيامها من أجل تخليص العراقيين من الدكتاتورية ودمقرطتهم ولم يتحقق هذا النصر (الديمقراطي المظفر!) حتى الآن فعن أي انتصارات يتحدث الرئيس الأميركي?! وهل القتال الذي سيواصله موجه ضد عدو واضح أم أنه ضد الشعب العراقي الخاسر الأكبر من هذه الحرب ahmadh@ureach.com‏

">الكارثية?!‏

ahmadh@ureach.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد حمادة
أحمد حمادة

القراءات: 11269
القراءات: 730
القراءات: 786
القراءات: 718
القراءات: 808
القراءات: 747
القراءات: 725
القراءات: 751
القراءات: 835
القراءات: 745
القراءات: 743
القراءات: 714
القراءات: 762
القراءات: 759
القراءات: 845
القراءات: 789
القراءات: 966
القراءات: 783
القراءات: 742
القراءات: 770
القراءات: 770
القراءات: 859
القراءات: 860
القراءات: 781
القراءات: 826
القراءات: 888

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية