| ديك الجن ... الأميركي! لبنان استطراداً, بين عبقرية الزقاق وعبقرية الخندق! لا أحد يقول: إننا كنا نختال داخل اليوتوبيا. على أفضل (أم أسوأ?) وجه حطمنا علاقة القلب بالقلب, والرؤوس العالية بالرؤوس العالية. انتهى الأمر, وإليكم الوقائع الراهنة: - فلان ضبط متلبساً وهو يعبر, دون أن يرف له جفن, إلى دمشق. - فلان يتواطأ ايديولوجياً: إنه يشنّف أذنيه بالقدود الحلبية, وقد أغرورقت أصابعه بالشجن والشجى حين تناهى إليه... يا مال الشام والله يا مالي. - فلان وضع تحت الرقابة المشددة لأنه عنصر إرهابي خطر. ما زال يأخذ بمصطلحات العصر الحجري. (العدو الصهيوني), ياللابتذال في جدلية التاريخ, وجدلية... الحقيقة! - فلان متآمر حتى العظم, قال عن تمثال الحرية في نيويورك: إنه يعمل على تسويق القمامة أكثر ما يعمل على تسويق المقدس. - فلان ليس منا, إنه ضدنا لأنه لم يدرك حتى الآن أن المستقبل البهي هو لحائط المبكى لا لحائط الجامع الأموي. - فلان ذلك الغبي الذي ما برح يمضغ القش, كما لو أن الدنيا لا تمتلئ برنين الذهب وأهل بيت الذهب. - فلان الذي ينتمي إلى ثقافة الياسمين, وهي ثقافة الأقبية, بدل أن ينتمي إلى ثقافة ماكدونالدز, وهي ثقافة الأفق. - فلان الذي ما زال يعتبر أن ديك الجن الحمصي يلقى هوى في قلبه أكثر مما يلقاه ديك الجن.. الأميركي. - فلان الذي لا يفرق بين الحرية التي فيها نكهة الهوت دوغ, وهي نكهة الانعتاق, وبين الحرية التي فيها نكهة الكعك الشامي, وهي نكهة التبعية. - فلان الذي لا يزال عالقاً بين اللاءات السورية (أي بين الأسلاك الشائكة), فيما الفراشات البيضاء ترفرف في هذا النهار الجميل. ياذاك حين تقول: إن أحذيتهم تدخل إلى أرواحكم على وقع هذا... العقل العربي! - فلان الذي فقد حاسة البصر (والبصيرة): غريب أنه لم يشاهد يد الآلهة وهي تنقل لبنان من زمان إلى زمان, من مكان إلى مكان: إعصار كاترينا: ياصاحبي.. إنه النسيم العليل. - فلان الذي لا يطأطئ رأسه, ولا جيوبه, ولا كلماته, أمسكوه... هذا ليس وقتاً للحثالة, هذا ليس وقتاً للرعاع, ليخرج كل سوري من هنا ولو كان... الهواء. - فلان الذي لا يزال يكتب عن فيروز عن أنها قصة الله فينا, وهي التي غنت (ياشآم) انتظروا تهمة بحجم الأغنية. غداً, فيروز وراء القضبان بتهمة تهريب... السنونو. - فلان الذي يرغمونه على أن يلفظ أنفاسه, أفكاره, الأخيرة: مواطن لبناني ما زال - منذ الأزل - يقلد شجرة الزيتون. أيهما تختار, إذاً, الفأس أم المشنقة? عذراً من محمود درويش: في وصف حالنا..! كاتب وصحفي لبناني
|
|