وتجسد على أرض الواقع أفعالاً ملموسة هيأت الظروف والأسس لنجاح قمة الدوحة التي يسعى السيد الرئيس بشار الأسد إلى نجاحها في تحقيق ما يتطلع اليه العرب في هذه الظروف الحساسة والدقيقة التي تمر بها المنطقة والعالم.
النجاح السوري في رئاسة مؤسسة القمة العربية على مدى عام كامل له اساساته القائمة على ايمان سورية الراسخ بأهمية وضرورة التضامن العربي إذا ما أراد العرب أن تكون لهم كلمتهم أو أن يستعيدوا حقوقهم المسلوبة ويحظوا باحترام العالم والمجتمع الدولي.
ومن هذا المنطلق كرس السيد الرئيس بشار الأسد جهوده وطاقات سورية لتكون قمة دمشق مفصلاً هاما في تاريخ القمم العربية رغم كل ما أحاط انعقاد القمة العربية العشرين من ظروف وضغوط كبيرة على سورية خلال الفترة الماضية.
وإذا ما أردنا أن نضيء على بعض جوانب النجاح السوري في هذا الشأن فللمرة الاولى في تاريخ القمم العربية تناقش الاختلافات في الآراء العربية حول العديد من القضايا الاساسية والقومية بصراحة وشفافية وتتابع من رئاسة القمة على مدى العام ويتم تحقيق نجاحات مهمة تمثلت في الجانب اللبناني بانجاز اتفاق الدوحة وفي الموضوع الفلسطيني بالاجماع على دعم الفلسطينيين والوقوف على مسافة واحدة من جميع الفصائل وعقد قمة الدوحة لنصرة الشعب الفلسطيني وفي شأن الاختلافات العربية بعقد قمة الرياض التي كانت بداية الطريق لحل بعض الاختلافات العربية وادارة بعضها الآخر بما يؤدي إلى حلول لها في المستقبل وعدم تحولها إلى نقاط خلاف دائمة.
والامر المهم الذي حققته قمة دمشق أنها وضعت قواعد واسسا لكيفية تجاوز المشاكل والاختلافات في الرأي والمواقف بين الدول العربية واصبح الخطاب السوري جزءا مهما واساسيا في صياغة القرارات العربية حيث نجد صيغاً وعبارات كادارة الخلافات العربية.. وعدم تحويل الخلاف في الرأي الى قطيعة واستمرار الحوار والتشاور حول القضايا المستعصية...الخ وهذا ما فعلته الرئاسة السورية للقمة طوال عام كامل وحتى قبل ان تسلم الرئاسة الى دولة قطر حيث يزور الرئيس الأسد الدوحة والغاية هي انجاح قمتها لما فيه خير العرب ومصلحتهم.
كما يسجل لقمة دمشق ورئاستها رغم جملة التحديات والعقبات التي واجهتها انها لم تتجاهل بعض الاختلافات الثنائية بين الدول العربية وقدمت المقترحات والرؤى لمعالجتها لقناعتها بأن حل هذه الاختلافات يصب في نهاية المطاف بتحسين الوضع العربي والوصول الى تضامن فعال وحقيقي بين الدول العربية.
إن سورية تسلم رئاسة القمة الى دولة قطر اليوم وهي ستبقى كما قال الرئيس الأسد في اختتام قمة دمشق في قلب العالم العربي وفي قلب العمل العربي المشترك وركيزة اساسية في الحفاظ على ثوابت امتنا العربية.