وفيما تحاول بعض الجهات النيل من مكانة سورية وقدرتها وفاعليتها على الساحتين الإقليمية والدولية تدلل الوقائع على حيوية سورية وثبات مكانتها باعتبارها مقصدا للاستقرار والاستثمار نظرا لما تتمتع به من مزايا ومواصفات تجعلها تحتل مكانة متقدمة على مستوى العالم بالنسبة للمستثمرين الذين يقدمون على تنفيذ مشروعاتهم وهم مطمئنون لعوامل الأمن والأمان المتقدمة على كل ما سواها في العالم.
وخلال السنوات الأخيرة تكاثرت العروض وازدادت وتيرة الإقبال على إقامة مشروعات عقارية واستثمارية بصورة خاصة، الأمر الذي يبدد مخاوف أصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال الذين يبتعدون عن المغامرات في مشروعاتهم.
وفي بادرة مشجعة تدعم هذه الاتجاهات فقد أقرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إقامة الملتقى الأول للاستثمار السياحي العربي في دمشق خلال نهاية نيسان القادم, وذلك بالتزامن مع ملتقى سوق الاستثمار السياحي الخامس.
والحدث العربي هذا يشير إلى الفاعلية السورية خلال فترة ترؤس القمة من جهة, فضلا عن غنى التجربة في الاستثمار السياحي الوطني والنجاح في إدارة أربعة ملتقيات لأسواق الاستثمار السياحي من جهة ثانية.
والحدث في أبعاده يتجاوز حدود الفعل المباشر للأنشطة السياحية فهو يعكس دأبا متواصلا, وقدرة على تجاوز العقبات فقد عرفت سورية ضغوطات لم تعرف لها مثيلا, وتعرضت لمحاولات تشويه كثيرة, كان يمكن لها أن تترك آثارا سلبية على مستوى الاقتصاد والسياسة على السواء, لكن الرؤية الواضحة للتعامل مع القضايا والمسائل الدولية, كشفت زيف محاولات التضليل المدعومة بآلات وماكينات إعلامية متطورة, لكنها لم تقو على إخفاء الحقيقة, وبقيت الصورة الناصعة لبلدنا تؤكد قدرته على تخطي المشكلات وتجاوز تبعاتها.
ومن هنا يمكن فهم المعنى البعيد لشعار الملتقى السياحي العربي الأول والذي يتحدث عن فرص الاستثمار السياحي العربي في تجاوز الأزمة الاقتصادية العالمية.
ففي حين يواجه العالم انكماشا, ويعيش كسادا نجد الأنظار تتطلع نحو سورية كملاذ آمن ومأمون لرأسمال يبحث عن الاستقرار والربح..