تبين انه على الرغم من نشر ملايين المقالات والتعليقات والرسائل الصوتية والالكترونية عبر وسائل الاعلام المختلفة والانترنت, فإن الرئيس بوش مازال يجد من يصفق له !!
وإذا كان صحيحاً ان المصفقين والمؤيدين لبوش يتناقصون ولايمثلون الشعب الاميركي والمجتمع الاصلي الذي يتوجه الخطاب اليه فان الصحيح أيضا ان الاعلام الذي تأسره الادارة الاميركية مازال الاقدر كأداة تستخدم للتضليل ولتزوير الوقائع وبالتالي تسويق الرؤية الظلامية لهذه الادارة ومشاريعها في تعميم العدوان وشرعنة الهيمنة والطغيان .
الغريب في الامر ليس في وجود اعلام يعمل على تسويق الافكار والطروحات المغلوطة والمضللة لان هذا الاعلام محكوم للمال والسياسة وكلنا يتذكر التعليمات التي صدرت عن ادارة بوش لوسائل الاعلام الاميركية المملوكة من اللوبي الصهيوني التي التزمت وسوقت على نحو خطير ضلل العالم بشأن كذبة اسلحة الدمار العراقية , لكن الغريب استعداد وقبول الشعب الاميركي عمليات غسل الدماغ التي يتعرض لها بعد كل الاحداث التي جرت وبعد كل الفضائح التي أزكمت انوف العالم واثارت اشمئزازه.
الرئيس بوش المأزوم في كل الاتجاهات ولكل من تابع كثف خلال اسابيع معدودة خطاباته تحت عناوين مختلفة, مرة تحت عنوان استراتيجية النصر في العراق وأخرى عن حال الاتحاد , وثالثة تحت عنوان الحرب على الارهاب ... السياق والموضوع والمفردات هي ذاتها ,مكرورة تبعث على الملل والسأم , استعراضية وغير مقنعة , ومع ذلك يستمر المسلسل على قاعدة الهجوم .. ثم الهجوم وعلى مبدأ التكرار يثبت الفكرة ويجعلها واقعاً رغم فقدانها الواقعية والموضوعية .
وقبل ثلاثين شهرا على انتهاء ولايته راح بوش يتحف العالم بخطابات التضليل المكثفة والمتطابقة في المحاور والافكار من ان الحرب هي الوسيلة الوحيدة لضمان السلام ,ومن انه لا بد من القضاء على الطغيان في العالم وان الحرية وحدها هي التي تجعل العالم اكثر أماناً , وان أميركا لن تستسلم لقوى الشر وعليها ان تنتصر وتهزم الارهاب وتواصل بناء الديمقراطية !!.
والمتمعن في هذه المفردات لابد ان يجد ويكتشف انه بمقدار اهمية هذه الشعارات , وربما اكثر , تمارس الادارة الاميركية العداء لها , وذلك في اكبر واخطر عملية تضليل للعالم والرأي العام فيه , فحروبها هي التهديد الحقيقي للسلام , وهي الطغيان والشر والارهاب , فهل يصحو العالم ويتنبه الى حقيقة وخطر ممارسات ادارة بوش على مستقبله?!.