تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


يهدمون بيوتهم بأيديهم وندوس كرامتنا بأقدامنا

معاً على الطريق
الخميس 11-6-2009م
عبد النبي حجازي

(القدس الشريف) عاصمة الدولة الفلسطينية كما أعلن الراحل ياسر عرفات ، وإسرائيل تعلن أنها يهودية ، ويطالب الفلسطينيون «بحق العودة» فتطالب إسرائيل بمنح الفلسطينيين «وطناً بديلاً» بعيداً عنها .

ويقرر العرب أن تكون القدس «عاصمة للثقافة العربية» فتضيق إسرائيل الخناق على المقدسيين القابعين في أحيائهم الفقيرة كي يخلوها ويرحلوا عنها بقرارات صارمة ليست سوى استطالة للكتاب الأبيض بمنح الحركة الصهيونية وطناً قومياً ، وسوى مخططات كانت مخبّأة في الأدراج رغم «مماحكات» التفاوض من أجل السلام وما نتج عنها من اتفاقات وعهود .. وضعوها الآن (علناً) خلف الظهور , وكشفوا شيئاً فشيئاً عن بعض المخبّآت التي تبدو مثل الإيقاعات الموسيقية «قرار وجواب» فهل تنتهي هذه المخبّآت بتحقيق أحلامهم من النيل إلى الفرات ، أم إن ثمة مخبّآت أخرى لانهاية لها؟.‏

إن ما لا يخطر ببال الأبالسة أن تقوم إسرائيل بإجبار المقدسي أن يهدم بيته حجراً حجراً بيديه ويدي زوجته وأولاده مثلما بناه .. وإلا قامت الآليات بعجنه بعضه ببعض ، وحمّلت صاحبه غرامات الهدم والترحيل ، وهو لايكاد يحصل على قوت يومه . إنها «قمة الإذلال» و»السفالة» بعد أن تربعت إسرائيل على قمة الوحشية في كفر قاسم وقانا ، وفي تكسير الأرجل والأيدي ، وقذف الناس من نوافذ بيوتهم .. وقصف جنين , وأخيراً في غزة، هدم البيوت والمدارس والمستشفيات ومقرات الأمم المتحدة فوق رؤوس الآمنين رجالاً ونساء وأطفالاً ، وحصار غزة ومانتج عنه من الجوع وتلوّث المياه ، وإقفال المدارس .‏

ويزور باراك أوباما الرياض ، ويزور القاهرة وجامع السلطان حسن ويلقي خطبة عائمة غائمة لم نربح منها سوى طلاقته ، وسلاسته ، وديبلوماسيته ، وكأننا كنا نتوهم أنه مقبل على خطوة جديدة يغطي بها مصالح أمريكا ولو بغلالة شفافة .. ويتحرك جورج ميتشيل ، ويزور أكبر وفد برلماني أوروبي غزة ، ويتألم مثلما تألّم ! طيب الذكر بان كي مون ، وتقوم التظاهرات .. ويبقى كل شيء على حاله لايكلّ قصف ولايُفكُّ حصار , وإسرائيل لاتزال ماضية في مخططاتها لاتسمع ولا ترى . ومازال الفلسطينيون يتصارعون ولا تعدم أن ترى صريعاً بين يوم وآخر , ومازال العرب يكرون ويفرون بأحلامهم وحسب .. لايحركون ساكناً ولا يسمحون للشعوب تحت أيديهم أن تتحرك ، ومازال بعضهم يتمسّكون بمعاهدة الصلح مع إسرائيل ، ومازال بعضهم يحلمون بالصلح ، ومازال الفلسطيني كالديك المذبوح الذي قال عنه المعري «استضعفوك فأكلوك ..؟»‏

يقول الجاحظ في كتابه الشهير البيان والتبيين: «اللهم إنا نعوذ بك من فتنة القول كما نعوذ بك من فتنة العمل ، ونعوذ بك من التكلّف لما لانحسن كما نعوذ بك من العجب بما نحسن ونعوذ بك من السلاطة والهذر كما نعوذ بك من العِيِّ والحَصر» أهديها لكل عربي في كلِّ دار ، ولكل مسؤول ، ولجميع العاملين في الإعلام .‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 11/06/2009 00:32

بصراحة ياعمي نحن عرب اليوم لانطيق ممانعة ولانتحمل مقاومة,فكيف لنا بحرب تحريرية؟!, وبصراحة أكثر فإن نصرنا لأهلنا في فلسطين مهما فعلت بهم إسرائيل لن يرتق حتى لأضف الإيمان, كما أن نظامنا العربي الرسمي طمأننا أن في أمريكا رئيس راكل ولاكل الركالة, وسيعيد حقوق إخوتنا الفلسطينيين, فلماذا نعذب ضميرنا ونتكلف عناء الكرامة في نصرة أهلنا؟, فأكيد أن هكذا زعامات تعرف أكثر من هكذا شعوب, وبالنسبة للقدس فأكيد أن حاضرة الفاتيكان لن تسمح لإسرائيل أخذ قدسنا وجعلها عاصمة لها, فلنبق نحن متخاذلين عن نصرة قدسنا.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد النبي حجازي
عبد النبي حجازي

القراءات: 2148
القراءات: 1086
القراءات: 1095
القراءات: 1083
القراءات: 1286
القراءات: 1111
القراءات: 1047
القراءات: 1332
القراءات: 1299
القراءات: 1152
القراءات: 1682
القراءات: 1208
القراءات: 1770
القراءات: 1250
القراءات: 1206
القراءات: 1307
القراءات: 1245
القراءات: 1328
القراءات: 1311
القراءات: 1322
القراءات: 1538
القراءات: 1696
القراءات: 1484
القراءات: 1402
القراءات: 1834

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية