فإذا كانت وعود الاحرار ديونا مستحقة عليهم, كما نردد في حياتنا العربية اليومية , فلنر اي نوع من الاحرار هو الرئيس بوش , واي نوع من الوعود حققها خلال سبع سنوات من وجوده في البيت الابيض :
وعد الرئيس بوش بمحاربة الارهاب فخلق له بؤرا ومصادر تتوالد وتتناسل يومياً في افغانستان والعراق ودول المنطقة العربية كافة , وحول تنظيماً كالقاعدة مثلا من تنظيم محلي افغاني محدود الى تنظيم عالمي !
وعد الرئيس بوش بإحلال الديمقراطية والامن في العراق وأفغانستان, وبعد ثلاث سنوات من التطبيقات الاميركية المحكمة , جاءت النتائج كما نشهدها اليوم في هذين البلدين .. قتل يومي للعشرات والمئات , وبديمقراطية منقطعة النظير والشبيه !
وعد الرئيس بوش بسلام في الشرق الاوسط في خطابه الافتتاحي قبل سبع سنوات , ثم استهلك السنوات السبع كاملة في الحرب والقتل والتدمير باليد الاميركية مباشرة او بالوكيلة الاسرائيلية كما في حرب تموز 2006 , ثم جاء في العام الثامن والاخير ليتحدث مجدداً عن السلام , ولكن , من باب تدمير قطاع غزة واعتقال سكانه وحصارهم وتجويعهم .
وعد الرئيس بوش بشرق اوسط جديد على أساس الفوضى الخلاقة , وعاونته كوندوليزا رايس بالتبشير والنفخ بالمزامير , وسفيره فيلتمان بالتأشير والتدبير , والوكيل الاسرائيلي بالتنفيذ والتدشين , فجاءت النتائج بتدمير لبنان وتهجير جنوبه , وبخلق فتنة اشد من القتل ... حضرت الفوضى كاملة وغابت ( الخلاقة ) والحال لايزال مقيماً .
وعد الرئيس بوش بالدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة عشية مؤتمر (انابوليس), اما غداته فجاءت بالموت المبرمج والمتعدد النصال , ليذبح قطاع غزة واهله وسكانه, وليجعل من الدولة الموعودة قابلة للموت حتى قبل ان تولد ?
على هذا المقياس من الوعود , وعلى هذه الشاكلة من تجارب الوعد الاميركي , فإن جديد بوش في قيام الدولة الفلسطينية , والذي كرره بالامس واعاد تذكيرنا به , هو وعده بإعدامها ودفنها لا بقيامها واعلانها ??