لأن العمل فيه لا يطعم خبزا, فالمكافأة بالكاد تؤمن لهم المواصلات و القهوة طيلة ثلاثة أشهر من التحضيرات, معهم الحق, لكن إذا ما بحثنا في خبايا الموضوع نكتشف أن هؤلاء النجوم, على تفاوت أجيالهم, يمرون - من باب العتب والاخلاص للمسرح- مرة في الشهر على مديرية المسارح والموسيقا, بالأحرى, على المحاسب, ليقبضوا رواتبهم الشهرية, فهم موظفون فيها منذ سنوات طوال, رغم أن معظمهم لم يقف على خشبة المسرح منذ تخرج من المعهد, صحيح أن الراتب لا يغطي المواصلات والقهوة, لكن أي مواصلات وأي قهوة? المواصلات من المنزل إلى مواقع التصوير التلفزيوني والقهوة التي يشربونها وهم يفكرون كيف سيتحدثون عن جمال المسرح وأهميته في المجتمع.
هؤلاء الناعون للمسرح يشكلون أكثر من تسعين بالمئة من ملاك مديرية المسارح يستنزفون مخصصاتها بحيث لا تستطيع رفع أجور العشرة بالمئة التي تعمل بإخلاص وصدق في المسرح.
هؤلاء الذين يتمسكون بضرورة حصولهم على الراتب المسرحي إنما يفعلون ذلك ليؤكدوا بأنهم لن يتخلوا عن المسرح, يقصدون راتبه, ثم إن الراتب بالمعيار التلفزيوني بالفعل ليس أكثر من أجر على مشهد تمثيلي مدته ساعة..(يبدأ من لحظة ارتدائهم للثياب في منازلهم والتوجه إلى مديرية المسارح..غرفة المحاسب, استلام مبلغ من المال والعودة) بالفعل أجر عادي على مشهد متقن الأداء لدور ممثل موظف, ويبدو أن الوزارة معجبة بقوة هذا الدور!.
لم أجد أصدق من قول أحد محاسبي وزارة الثقافة وهو يصف هؤلاء النجوم: إنني أشعر وكأنهم يسرقون المال من جيبي رغم أنه من الحكومة..وأتأكد من أنه من جيبي عندما أسمعهم يتحدثون عن تدني مستوى الرواتب والمكافآت وكذلك عن تدني مستوى المسرح.