والتنافس المحموم يعود في كثير من جوانبه لرزمة من الأسباب يبقى أبرزها تراجع القدرات الشرائية للمستهلكين بعد انقضاء الأعياد فضلا عن الاسعار المنافسة للألبسة الصينية والتي غصت بها الأسواق إلى حدود حضورها في معظم الأسواق الشعبية وعلى الأرصفة والعربات وكانت قد تمكنت من إغواء المستهلكين وجذبهم نتيجة ما تميزت به من قدرات في تقليد أخر ما توصلت له ابتكارات عالم الموضة إلى جانب الاسعار الأقل مقارنة بمثيلاتها المنتجة محليا.
والسؤال التقليدي الذي غالبا ما نطلقه في مثل هذه المناسبات هل هذه التخفيضات على السلع وهمية أم حقيقية وما هي مواصفات الألبسة التي يطالها التخفيض وبنسب عالية وغير مقنعة في كثير من الأحيان.
هناك قناعة شبه راسخة في أذهان الكثيرين بأن غالبية أصناف الألبسة التي يتم خفض أسعارها في هذا الموسم أو غيره تكشف على أن هوامش الربح المحققة على مدار العام أو الموسم هي بالأساس مرتفعة وتعني أن تلاعبا كبيرا يقوم به المنتج وتاجر الجملة والمفرق وانتهاء بصاحب المتجر, فبعض هذه المحال تقوم بعرض بنطال رجالي بسعر 1500 ليرة في موسمه بينما نجد هذا البنطال نفسه ومن ذات الماركة والمواصفة وأسم المنشأة المنتجة كان قد عرض خلال موسم التخفيضات بمبلغ يصل إلى أقل من نصف الرقم الأول أي أن نسبة الربح التي يتقاضاها في المواسم العادية لا تقل عن مئة بالمئة وهو أمر مرفوض وغير معمول به تجاريا في معظم أسواق العالم, وأسهم مع مرور الزمن في فقدان الثقة بين المنتج والمستهلك, والأمر الآخر الذي بات أكثر من مكشوف أيضا أنه غالبا ما يتم عرض بعض الأصناف الكاسدة التي لم تلق رواجا في موسمها, فهي إما أنها كانت مخزنة ولسنوات طويلة في الأقبية الرطبة أو أن عيوبا كانت قد لحقت بها خلال مراحل الانتاج المختلفة.
marwanj@ureach.com
">
marwanj@ureach.com