إن أكثر ما يتناقض مع الحوار, الرغبة باستخدام صيغة الأوامر .. يعني نأمرك فنفذ?! يعني شروطاً للتنفيذ دون كلام!? من كولن باول إلى كونداليزا رايس, كشاهدين ناقلين للأوامر (غالباً) .. كانت التجربة كافية للاقتناع بأن فرصة الامتثال للأوامر معدومة .. في حين أن فرصة الحوار حول كل ما يطرح هي بلا حدود, وهم يعرفون ذلك.
مشكلة سياسة إصدار الأوامر, وانتظار تنفيذها, أنها تنتقل بالعدوى وتعمّم .. فإذا كانت الولايات المتحدة بشكل مباشر, أو عبر ما يسمّى بالمجتمع الدولي, تريد أن تحكم العالم بالأوامر الملزمة .. فإن علاقات الدول فيما بينها مهددة بالصياغة نفسها, ليس فقط بسبب التبعية, بل أيضاً بسبب تحول هذه الحالة إلى سياق معمول به كثيراً في العالم.
إن دولة كسورية رفضت تنفيذ الأوامر, ودعت كثيراً للحوار, من البديهي جداً أنها لاتصدر أوامر في علاقتها مع الآخرين, وتنتظر منهم تنفيذها!? لأن ذلمك يتناقض مع المنطق الذي تدعو إليه في التعامل السياسي.
طبعاً, ليست سورية الوحيدة التي تعمل وفق ذلك.. دول كثيرة في العالم.. لكن المشكلة الحالية في العلاقات الدولية هي غلبة المفهوم الأمريكي الذي تطرف كثيراً في مرحلة إدارة الرئيس بوش في السنوات السبع الماضية.. تطرف إلى درجة أنه يكاد لايترك فرصة لصوت آخر.. ولقد تراجع بالفعل صوت كثير من الدول المهمة الأخرى في العالم, الذي كان يعتبر مرجعية للديموقراطية الدولية (فرنسا مثلاً) .. في حين يرتفع الصوت الروسي رويداً, طارحاً, إن العالم أكبر من أمريكا.
لقد ظهر الرئيس بوش في خطاب حالة الاتحاد, وفيما يعني شرقنا, ك (منولوج) داخلي لايحاور أحداً.. فهو يرى (تحسناً) في فلسطين والعراق ولبنان وباكستان.. ياللهول..!!
وعلى سياق مشابه.. وإذ لبنان يكتوي بنار الانقسامات التي دعمها وقوّاها تدخل القوى الدولية الخارجية, لمصلحة طرف ضد طرف, وبشكل معلن, ومنع التوافق.. أطلّ صوت وزير الخارجية الفرنسي كوشنير.. بواحدة من تلك التعابير والكلمات, سهلة الاطلاق, صعبة التحديد.. قال:(سورية تعرقل).
كيف..?!
لقد كانت سورية في مشاركتها فرنسا بحثاً عن مساعدة اللبنانيين في حلّ لقضيتهم, هي الاوضح, والرافض لغطاء يسمح بإزدواج المواقف بين المعلن والمتبع..
الآن, وأمام (الدور المعرقل)وقبله سياسة الاليزيه, التي أدت الى وقف التعاون السوري الفرنسي.. يبدو أنهم فكروا بأوامر تنفذها سورية, وليس حواراً..بل أكثر من ذلك هم فكروا بأوامر تصدرها سورية, فينفذها اللبنانيون!! ومن المؤكد أنه لاهذا ممكن ولاذاك.. وكما أن سورية ترفض دائماً تنفيذ الأوامر.. هي وبمصداقية كاملة ترفض إصدار الأوامر.. لأن هذه هي العرقلة لأي حلول في أي موقع في العالم.. إن تجربة السنين والشهور والتي تمضي يجب أن تقنع الجميع أن المسألة بحاجة لحوار ومساعدة وتعاون وتفاهم ومشاركة وتوافق.. وليس لأوامر وتوصيف واتهامات.
تعليقات الزوار |
|
أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 30/01/2008 01:07 |
الغرب مقتنع لكنه ليس مضطرا , وبالتالي لن يقروا بأن المسألة بحاجة لحوار ومساعدة وتفاهم وتعاون ومشاركة وتوافق, إلا إن أكرهناهم على ذلك بالقوة, عندها سيطبقون قناعتهم ويجلسون مع سورية. |
|
مهند فؤاد الحريري - الكويت |  mf.alhariri@hotmail.com | 31/01/2008 08:32 |
إن تحرك واشنطن للتحكم بإيقاع النظام الدولي يعكس سلوكا إمبراطوريا يتعارض مع القانون الدولي ويشكل انتكاسة خطيرة في العلاقات الدولية بالعودة إلى سياسة الهيمنة والقهر المستند إلى القوة العسكرية أولا وأخيرا ، وهذا يمس مصالح الجميع ويبرر انتشار الإرهاب والدمار ، ثم إن الولايات المتحدة الأمريكية وعلى الرغم من امتلاكها الإمكانات العسكرية والاقتصادية الهائلة التي تتمتع بها فإن الإدارة الأميركية ونتيجة للأخطاء السياسية والإستراتيجية في أفغانستان والعراق وإحجامها عن تنفيذ خطة خارطة الطريق في فلسطين قد أوقعت نفسها في مأزق كبير وخطير حيث اتضح خطأ إستراتيجيتها القائمة على الإنفراد والضربات الإستباقية ، إن انتهاج أمريكا وتبنيها سياسات ومواقف تأزيم وتوتير الملفات ودفع أطراف النزاعات والصراعات إلى اعتماد الخيار العسكري سيشكل نقطة اللاعودة نحو سقوط أمريكا بإذن الله كدولة غاشمة تتحكم بلقمة الشعوب. |
|
سمير - دمشق |  خطاب حال الهزائم | 31/01/2008 14:23 |
بالنسبة لخطاب بوش حول حال الاتحاد الفدرالي الاميريكي فهو خطاب حال الهزيمة وليس حال الاتحاد وانا اعني ما اقول لان كلام هذا الساقط حول الديمقراطية في افغانستان وباكستان والعراق ولبنان وفلسطين انما هو ترجمة او قلب للكلام او تغيير للمواقف الفعلية والحاصلة على الارض , كلامه هذا يستطيع قوله لاطفال المدرسة وليس لاعضاء الكونغرس والسنتور العارفين بما يجري ثم ايضا الدمار الذي لحق بالسياسة الخارجية الامريكية , فالننظر الى افغانستان والخراب والدمار الذي لحق بها في ظل عدم وجود افق لاي سلام او استقرار لهذا البلد ثم باكستان التي تعيش حال الاقتتال بين الجيش والشعب وعدم الاستقرار , اما العراق فحدث ولاحرج وانجازات بوش فيه انما هي تصوير لفليم سينمائي عن حرب مدمرة لاتعرف النهاية , اما عن لبنان فقد اصبح لاول مرة في تاريخه دون رئيس والعملاء الداخليين يسعون فيه فسادا وتخريبا معتمدين بذلك على هذه الادارة الفاسدة التي سوف تبيعهم بارخص الاثمان وقد بدءوا يشعرون بذلك , اما فلسطين فما زالت تعاني الدمار والخراب والحصار والجوع.. فاي مكاسب حققها هذا المعتوه الذي سوف يحاسب هو وزبانيته على ما اقترفوه من ظلم بحق الشعوب . هيلاري كلنتون اقتربت اكثر فاكثر من البيت الابيض بحيث تم اقصاء اكبر منافسيها العنصريين والفاشييين الجمهوري جولياني بحيث وضعوا امامها مرشح من هذا الحزب لايستطيع الوقوف امامها في ظل الاخفاقات التي انجزها هذا الحزب على الصعيد الخارجي والداخلي الامريكي . الا اني انتظر دور هام لسوريا في المرحلة المقبلة لان عدم ذكر اسم سوريا كلمعتاد في خطاب بوش السنوي له اكثر من مدلول وهو ان دل عن شئ فانما يدل على عجز هذه الادارة عن فعل اي شئ ناجح (ضار) ضد هذا البلد الصامد والممانع بفضل رئيسه اللامع ابو حافظ وهذا ما عبر عنه ايضا الوزير الفرنسي كوشنير . |
|
|