تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الاصطفاف الإسرائيلي

البقعة الساخنة
الثلاثاء 24-3-2009
علي قاسم

بين أزمة السياسة، ومأزق الخيارات يصطف الإسرائيليون اليوم على طابور الانتظار لحسم قضايا يدركون سلفاً أنها غير قابلة للحسم أمام قيادات أعلنت عجزها المسبق،

بل وتسابقت في إشهار إفلاسها إلى حد الاعتراف بأن ما يواجه إسرائيل اليوم هو القضايا المصيرية ذاتها التي كانت تواجهها لحظة إقامتها على الأرض العربية.‏

وفيما المساومات قائمة على قدم وساق تميل أغلبية الإسرائيليين إلى الجزم بأن الأفق ليس مغلقاً فحسب، بل أيضاً محكوم بالعجز الفاضح في تخطي ما هو أكثر صعوبة أمام تحديات لم تعد مجرد تحليلات وتحذيرات بقدر ما هي وقائع تحكم السياسة الإسرائيلية إلى حد بعيد.‏

وما تم ليس أكثر من سيناريو مخفف لما هو أسوأ، حين ينتقل العجز بصوره الفاضحة إلى مواجهة الملفات الأكثر سخونة والتي تراكمت منذ سنوات بفعل الفشل في معالجتها في حينه، والتي أدت إلى تفاقم المأزق بصور تترجم في خيارات الإسرائيليين.‏

وإذا كان النزوع الإسرائيلي نحو التطرف أكثر من خيار، ويصل مرتبة التوجه في الداخل الإسرائيلي نتيجة حمى الخطابات التعبوية التي راكمت من مفاعيل الأخطاء السياسية لجيل من المسؤولين الإسرائيليين الذين لم يعوا دروس التاريخ، ولم يستفيدوا من تجاربه الماثلة أمامهم، فإن القادم يبدو أكثر مأساوية في الخيارات التي يقدمون عليها، وفي المسؤولين الذين ارتضوهم ليكونوا المعبرين عنهم.‏

الأخطر أن يكون التعبير الإسرائيلي عن رفض السلام بمنطق الحائط المسدود الذي يغلف كل اتجاهاتهم حتى اليوم، واللافت أن القضية التي كانت مشجباً تعلق عليه الاختلافات المزعومة بين الأحزاب الإسرائيلية تسحب من ساحة التداول والجدل ، وتحل مكانها فرضية التوحد في خيار التطرف التي عكستها صناديق الانتخابات بصورتها الفجة.‏

لذلك لم يكن عجز نتنياهو عن تشكيل الحكومة الإسرائيلية إلا صورة مصغرة عن مأزق يراد له أن يغطى بسلسلة من المساومات التي تتناوب الأطراف الإسرائيلية على اللعب بأوراقها، على اختلاف الغايات التي تتلاقى عند قبول غير مشروط بكل ما سبق لصناديق الاقتراع أن حددته من اتجاهات وخيارات تصطف جميعها لرفض السلام.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1168
القراءات: 955
القراءات: 955
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 904
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1067
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية