هل كانت مبررة وأخلاقية استدعتها الضرورات أم كانت ظالمة تفتقر لأدنى المبررات..؟ وإذا كانت من نوع الحروب الظالمة التي تندرج تحت أوصاف العدوان والحروب الاستباقية المبنية على الظن والخطر المزعوم, أو الحروب العنصرية فما حكم القانون الدولي بنتائجها وبمسؤولية الدولة التي اندفعت نحوها..؟.
كانت حجة الحرب والذريعة التي بنيت عليها أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل وله علاقات مع تنظيم القاعدة, ما يجعله مصدر تهديد للمصالح الحيوية الأميركية, ولجواره الاقليمي.
وبالرغم من أن هيئات التفتيش الدولية التي جابت العراق كله أعلنت قبل الحرب خلوه من أي دليل على امتلاكه لهذه الأسلحة, إلا أن إدارة بوش أصرت على اتهامه مستندة في ذلك وباعتراف بوش في مرحلة لاحقة بعد الحرب- الى فشل استخباراتي, وتقارير كاذبة تم تلفيقها للتغطية على قرار كان معداً سلفاً لغزو العراق.
وإثر تحقيقات أميركية مطولة ثبت فيها أن العراق بريء مما نسب اليه, تكشفت الحرب عن أنها مجرد سطو مسلح مورس على دولة ذات سيادة وحرب ظالمة لافتقادها لأي مبرر, ولكونها حدثت لخطة استراتيجية تهدف الى احكام السيطرة على الشرق الأوسط لاعادة هيكلته وفق المصالح الأميركية, وتدمير العراق لئلا يشكل عمقاً استراتيجياً للمواجهة مع اسرائيل.
ولأن القانون الدولي يمنع فض النزاعات الدولية باللجوء الى القوة, ويحرم تهديد سلامة الدول وأمنها بوسائل القوة ومنها الحرب, ويعاقب على الجرائم المرتكبة أثناء الحرب بحق المدنيين, فإن الحرب على العراق وقد كانت دون مبرر ودمرت الدولة العراقية وقتلت مئات الألوف من شعبها وهجرت الملايين من أبنائه, تمثل هنا انتهاكاً فاضحاً لمبادئ القانون الدولي تترتب عليه مسؤولية قانونية صريحة حيال الحرب ونتائجها تشمل تحمل الدولة الغازية إعادة اعمار العراق والتعويض لمن قتل وشرد وهجر من أبنائه, وترك البلد لأهله, والاعتذار لشعبه عن الحرب ونتائجها.. نأمل من إدارة أوباما أن تضمن التغيير الذي وعدت به اعترافاً لشعب العراق بكل هذه الحقوق.