تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تبييض الإرهاب بجبهته وقاعدته

الافتتاحية
الخميس 23-10-2014
بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســــــم

تتسارع المحاولات المحمومة خلف الكواليس وأحياناً كثيرة أمامها، لتبييض صفحة بعض التنظيمات الإرهابية، وتحديداً النصرة بعد أن تم تحييد بعض مشتقاتها ولوازمها،

التي شكلت بوابة عبور للأدوار الإقليمية بشقيها الوظيفي واللوجستي داخل حلبة التحالف الأميركي، ومعها تكثر التبريرات القادمة بصيغ الذرائع، وهي تمارس أقصى درجات النفاق والدجل السياسي.‏

على القاعدة ذاتها من الذرائع تحاول دويلات الحلف الإرهابي ودوله أن تغسل يديها من النتائج الكارثية التي تنتظرها خصوصاً بعد أن ارتفعت الأصوات في الغرب والشرق عن مسؤوليتها المباشرة في تفشي الإرهاب.‏

وإذا كانت جميع الأطراف من مشيخات ودول وظيفية وغربية تتملص من العلاقة مع داعش، وتنفض عنها تهمة الدعم والتمويل والتسليح، بعد أن سقطت ورقة التوت عنها، فإنها جميعها أيضاً لا تريد أن يصل البل إلى ذقن التنظيمات الأخرى، التي جاهرت مراراً وتكراراً بتبنيها ودعمها، ولم تشعر بالحرج ولا بالخجل حين طلبت من الإدارة الأميركية بسحب تصنيف النصرة من على لائحة المنظمات الإرهابية، وبعضها اعتبر القرار الأميركي خطأ يجب الرجوع عنه، وهذا ينطبق على الجميع أيضاً، سواء من كان يقف وراءها أم يتحالف مع من يقف خلفها.‏

فالتركي والقطري يتساويان مع السعودي والإماراتي ولا يختلف عنهم الأردني والكويتي، حتى لو تباينت الطرق والأساليب، وربما العلاقة وقنوات التواصل، والأمر ذاته ينسحب على ما يجري من محاولات لسحب التصنيف من التداول، وهو ما يتقاطع مع ما تمارسه طائرات التحالف عملياً على الأرض، حيث باتت كل مواقع النصرة ومشتقاتها من التنظيمات الإرهابية خارج بنك أهداف التحالف، وكان اليوم الأول الاستثناء الذي يؤكد القاعدة ولا يلغيها، وهو أمر لم يتكرر مرة أخرى.‏

المسألة ليست من باب المزاح السياسي، وإن كانت تدخل في سياق التنكيت السمج للغرب وأدواته، وهي تتقاطع مع الرؤية الأميركية التي ترى إرهاباً خبيثاً أسود يجب محاربته واستئصاله، وآخر حليفاً أو جيداً يجب ترويضه أو استيعابه في الحلف الأميركي تحت شعار الاعتدال، ولا ضير في أن يكون شريكاً في محاربة الإرهاب الآخر، بل بيدق الرهان والتعويل الغربي، وقد تسابقت كل من السعودية وتركيا في معترك تنافس حاد على تدريبه وتسليحه، وقد تكون نقطة الاختلاف التي تهدد التحالف بالانفجار من الداخل.‏

على أن ذلك يبقى أقل خطورة مما يجري في كواليس التحالف الأميركي، الذي اضطر في نهاية المطاف إلى نزع ورقة التوت، وبانت عورات الدول المشاركة تباعاً، وآخرها ما تساقط من أوراق مشبوهة لتحييد كل التنظيمات الإرهابية بعد أن وجدت أغلبية الأطراف المشاركة في حلقة التبييض أنها قبلت الحرب ضدّ داعش على رهان ذوبان عناصرها داخل التنظيمات الإرهابية الأخرى، وفي مقدمتها النصرة، بحكم التوءمة في النشأة والاتجاه.‏

عند هذا التقاطع الحاد في زوايا المقاربة لأطراف التحالف تشتد حبال المواجهة على قاعدة من التلازم الحتمي بين مشروع التفتيت والتقسيم وحديث الخرائط الجديدة، وبين ملامح الانكشاف على المستوى الدولي، حيث الصوت الروسي لا ينطلق من فراغ ولا يستند إلى أدلة وقرائن قاطعة فحسب، بل يحمل مؤشرات حراك دولي في الاتجاه الآخر يكفي لفضح ما خفي من أسرار العلاقة بين دول التحالف جميعها وتلك التنظيمات.‏

المسارعة إلى استجداء الأميركي لسحب تصنيفه، تخرق التحالف، حيث النصرة مجرد جبهة، بينما الدول الإقليمية الداعمة للتنظيمات الإرهابية تبقى قاعدة الإرهاب وأساسه، ويستوطن بين أعضاء التحالف كنقطة مركزية تحيد الخلاف والاختلاف، وتعيد تقسيم وتوزيع الأدوار الوظيفية على مقاس التمنيات الفردية، بما في ذلك الاستمرار في مهماتها الوظيفية المستحدثة، وتؤجل الكثير من فضائح النفاق الغربي ودجل أدواته وعهر ساساتهم، وربما ترحّل المساءلة الدولية لبعض الوقت.‏

ما غاب عن الحسابات المستعجلة على لائحة الأدوار الوظيفية والتبعية هو ذاته الذي دفع بها إلى التورط عميقاً في محتوى التجاذب وتداعياته بين أطراف النفاق ومستورداته، حيث خط الإرهاب المتصاعد يميط اللثام عن سراديب وأقبية المعادلات المشبوهة التي أنتجتها المحاصصة الغربية لكل ما هو قائم في المنطقة، بما ذلك قاعدة الإرهاب الفعلي وإن تعددت جبهاته.‏

a.ka667@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7009
القراءات: 931
القراءات: 1083
القراءات: 877
القراءات: 883
القراءات: 861
القراءات: 985
القراءات: 834
القراءات: 768
القراءات: 863
القراءات: 910
القراءات: 799
القراءات: 739
القراءات: 795
القراءات: 991
القراءات: 874
القراءات: 682
القراءات: 878
القراءات: 901
القراءات: 962
القراءات: 905
القراءات: 788
القراءات: 963
القراءات: 875
القراءات: 1001

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية