تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أم صرخة في واد؟!

على الملأ
الخميس 19-10-2017
هيثم يحيى محمد

يبدو أن أصحاب القرار المعنيين بمشاريع الصرف الصحي في بلدنا ركزوا خلال السنوات العديدة الماضية على تنفيذ مشاريع شبكات الخطوط المطمورة والمجمعات في نهايات المحاور ولم يعملوا بشكل جدي وعملي على تنفيذ محطات المعالجة التي لايمكن الاستفادة من الخطوط والمجمعات المنفذة بدونها..

ما أدى لهدر عشرات لا بل مئات المليارات دون فائدة تذكر، حيث تخربت معظم تلك الخطوط والمجمعات نتيجة عدم استثمارها رغم مضي سنوات على تنفيذها كلاً او جزءاً!‏

ما نقوله بات معروفاً لكل من يريد أن يعرف من الجهات المسؤولة بعد أن كتب الإعلام الوطني الكثير من التقارير والتحقيقات عن حالات لا تعد ولا تحصى من الفساد والهدر والخلل في تلك المشاريع بعد أن فاحت روائح تلك المشاريع النتنة، وأكبر دليل على ذلك ما قاله وزير الموارد المائية منذ ايام في محافظة طرطوس في هذا المجال حيث كشف أن الدولة أنفقت حتى الآن 26 مليار ليرة على مشاريع الصرف الصحي التي ما زالت دون استثمار في طرطوس(13 مشروعاً) مطالباً المعنيين في وزارته وغير وزارته بإنهاء وتصفية هذه المشاريع التي مضى على المباشرة فيها سنوات عديدة وصرفت عليها تلك المليارات دون جدوى كونها لا تنتهي إلى محطات معالجة، إنما إلى البحر والأنهار والمسيلات ما سيشكل كوارث صحية وبيئية إضافة للكوارث المالية!‏

وهنا نقول إن تلك المشاريع نفذت على أساس الدراسة الاقليمية الشاملة للصرف الصحي في المحافظة التي تم وضعها منذ نحو /15/ عاماً وبالتالي يفترض أن يكون تنفيذها متكاملاً بدءاً من شبكة الخطوط الفرعية لهذه القرية أو المدينة أو تلك مروراً بالخطوط الرئيسية والمجمعات وانتهاء بمحطات المعالجة... لكن الذي حصل أننا نفذنا الخطوط الفرعية والرئيسية وبعض المجمعات وتركنا محطات المعالجة لأسباب مختلفة في آخر اهتماماتنا.. وهذا الأمر ينطبق على مدينة طرطوس وجوارها حيث تصب كل مجاريرها في البحر ولم يتم متابعة محطة المعالجة الخاصة بها لإنجازها ضمن المدة العقدية حيث لم تتجاوز نسبة التنفيذ فيها /9%/ بعد تسع سنوات على وضع حجر الأساس لها من قبل رئيس مجلس الوزراء..ويبدو أن إنجازها سيحتاج لعدة عقود في ضوء عدم الاهتمام المطلوب من قبل الوزارة والمحافظة بدليل عدم طرحها وعدم بحث وضعها خلال زيارة وزير الموارد المائية لطرطوس نهاية الأسبوع الماضي رغم أن العمل متوقف بها من قبل الشركة المنفذة منذ سنوات!‏

على أي حال هذا الملف الصحي والبيئي والاقتصادي المهم جداً يحتاج لتدخل حكومي مباشر ينهي التقصير والإهمال والفساد الذي يغلفه وصولاً للاستفادة (إن أمكن) من عشرات المليارات التي أنفقناها عليه في محافظة واحدة كمحافظة طرطوس.. وفي كل محافظة جرى فيها ما جرى في طرطوس.. فهل سنشهد هذا التدخل قريباً أم سيكون كلامنا صرخة في وادٍ؟!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

  هيثم يحيى محمد
هيثم يحيى محمد

القراءات: 757
القراءات: 769
القراءات: 729
القراءات: 742
القراءات: 624
القراءات: 788
القراءات: 802
القراءات: 746
القراءات: 752
القراءات: 756
القراءات: 763
القراءات: 817
القراءات: 810
القراءات: 810
القراءات: 715
القراءات: 815
القراءات: 765
القراءات: 831
القراءات: 732
القراءات: 651
القراءات: 802
القراءات: 862
القراءات: 961
القراءات: 887
القراءات: 734

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية