الآن:الكلمة..?
الدكتورة نجاح العطار نائبة لرئيس الجمهورية لشؤون الثقافة..
الدكتور محسن بلال وزيرا للاعلام..
إذاً, أن نخاطب العقل الآخر, وسواء الذي يخضع لتلك الضبابية- والاثارة- المنظمة أو الذي يخضع لبرمجة .. الصدأ!
الدكتورة التي تابعنا ديناميكيتها الاستثنائية في بلورة استراتيجية ثقافية هي أكثر من ضرورية لإعادة تكوين قيمنا, ورؤيتنا, وفلسفة تفاعلنا مع العصر.
والدكتور الذي يؤكد الجميع على الرقي- والعمق - في أدائه الدبلوماسي, وهذه مسألة بالغة الأهمية ليس فقط في إدراك حساسية العملية الاعلامية, وانما في تطوير هذه العملية لتقتحم الأبواب- الأدمغة - الأخرى...
أمام الدكتورة العطار والدكتور بلال, نضع هذه الحقيقة: نحن اللبنانيين المعنيين قوميا, وانسانيا, وتاريخيا, واستراتيجياً, بعلاقات عضوية وخلاقة مع سورية نعاني منذ سنوات في التعاطي مع الأوساط الثقافية كما مع وسائل الاعلام العالميةوالعربية, وان كان يعنينا, بادىء بدء, المثقفون العرب والاعلاميون العرب.
قبل سنوات كان هناك تعاطف مؤثر من قبل هؤلاء مع السياسات السورية دمشق هي المثال لاءاتها تدوي على امتداد الأيدي العربية ولكن مع البدء في التنفيذ العملاني لمشروع الشرق الأوسط الكبير, بل وعشية ذلك,تم اطلاق تلك الحملة الواسعة النطاق والتي استخدمت فيها كل الوسائل الامبراطورية بطبيعة الحال, للحد من صدقية المواقف السورية بل ولتفكيك هذه الصدقية, مع التركيز, وبصورة لافتة, على المثقفين والاعلاميين العرب الذين يعانون بطبيعة الحال , من ذلك الارتجاج الذي احدثته أوديسة الانهيار..
هذه الأوقات الدقيقة بحاجة إلى من يقول الحقيقة, دون تملق أو تزلف, ما يعنينا في سورية أنها بالنسبة الينا, الامتداد الاستراتيجي للقلب,للعقل ايضا. كيف لنا أن نتصور إقامة ( جدار فصل) بين الناس الذين هنا والذين هناك..
استطرادا, جدران فصل بين سورية وكل ذلك المدى العربي, بتضليل العديد من أهل الثقافة والاعلام, مع أنه بحيوية أكثر.. بشفافية أكثر.. بوضوح أكثر.. بعقلانية أكثر, نستطيع استعادتهم. أجل استعادتهم, ولا مجال, بوجود مثقفة مثل الدكتورة نجاح, في منصب نائبة الرئيس, ومثقف مثل الدكتور محسن في منصب وزير الاعلام, لأي خلل في هذه المهمة الحساسة.
لا ابواب مغلقة, ولا عقول مغلقة, بل انفتاح, وحوار, وتواصل على مدار الساعة, دون أن نقدم أنفسنا على أننا أكثر قداسة بكثير من أن نخطىء, وأن نكرر الخطأ, فنحن بشر. ومن لا يأتي بالخطأ, في تلك الظروف المعقدة, لا يأتي بالصواب...
ندرك أي نوع من الضغوط يتعرض لها الرئيس بشار الأسد, شخصيا. هذا لأنه رفض أن تكون سورية, بموقعها الجيو- استراتيجي صهوة للقيصر. هذا يقتضي, بالضرورة, تفعيل المدى الثقافي والاعلامي العربي الذي مازال يؤمن أن سورية, وسط هذا الظلام الكبير, هي المرتجى...
قناعتنا.. هي المرتجى!