ولا نذيع سرا إذا قلنا أن بعض المخترعين عاتبون اليوم على الجهات الحكومية لعدم استثمار اختراعاتهم
أو دعوتهم لإيجاد بدائل محلية لبعض المستوردات الأساسية في هذا الزمان الصعب حيث تفرض عقوبات ظالمة على الشعب السوري.
ومن بين الأمثلة على عمل المخترعين السوريين نذكر ابتكارات مهمة وسبق أن شاهدناها في معارض وندوات عديدة لاسيما في مجال الطاقة الشمسية والحيوية مثل (الطباخ الشمسي) الذي يستطيع خلال دقائق تحضير ابريق شاي أو نصف ساعة للطهي ضمن طنجرة طعام ويمكن تطوير هذا الجهاز البسيط جدا وغير المكلف ليصبح في متناول الجميع لاسيما في الأرياف.
أما المثال الثاني فهو اختراع مظهرات لأفلام الأشعة اعتمادا على مواد أولية محلية مما يوفر على قطاع الصحة مليارات الليرات السورية سنويا خصوصا بعد صعوبة الحصول عليها وزيادة تكاليفها في ظل الحصار.
إن الأمثلة كثيرة وما أحوجنا إلى ورشة عمل هذه الأيام تذكرنا بالثمانينات عندما عقدت ندوة مهمة لنقابات العمال شارك بها المسؤولون والتقنيون إلى جانب الباحثين والمخترعين وخرجت بأبحاث ودراسات قيمة وقابلة للتنفيذ.. ولكن أين ذهبت تلك الوثائق هل مازالت في أرشيف النقابات.. وهل يمكن العودة إليها اليوم واستثمارها أو تحديثها..وأين بقية الاختراعات الجديدة التي جاءت بعد تلك الفترة و كنا نشاهدها في معارض محلية وخارجية وقد حصدت جوائز مشرفة.. للأسف إن مئات المخترعين السوريين ملوا الانتظار والوعود المعسولة وبعضهم استثمر اختراعاته في الخارج وبقيم مجزية بل مغرية..فهل نتذكر هؤلاء اليوم وندعوهم للعمل ولأخذ دورهم وقبل فوات الأوان... ولا ننسى أن لدينا كذلك عشرات بل مئات مراكز البحوث العلمية داخل الجامعات وخارجها إضافة لمراكز بحوث عربية وإقليمية ونذكر هنا مركز أبحاث الطاقة ومركز الأبحاث الصناعية.. فأين تلك المراكز وغيرها؟؟؟
kassem58@gmail.com