| الإجابات المرة ..! البقعة الساخنة ومع ذلك لم نجد ذلك الصدى لدى الإدارة الأميركية التي ما فتئت تعدد انجازاتها التي تحققت , متجاهلة ذلك الكم من التداعيات التي أعقبت فشلا ذريعا على اكثر من صعيد لم يكن العراق إلا الحلقة الوسيطة التي أبرزت عوامل ذلك الفشل . والأكثر من ذلك أن التكرار الأميركي للإنجازات لا يقتصر على ما دأبت على تكريسه طوال السنوات الماضية , بل يمتد إلى سلسلة أخرى من المهاترات ذات الطابع الدعائي والمغلوط في بنيته وشكله. ولعل الرئيس الأميركي حين كان يسهب في الشرح عما تحقق يدرك أن الأكثرية ممن صفقوا له يعرفون كما يعرف أن المستنقع العراقي يتسع , وأن الوضع ليس بالصورة التي يتمناها , وكذلك فوز حماس لم يكن مدرجا في حساسات السياسة الأميركية , إضافة إلى سلسلة من الاعتراضات غير المنتهية على أداء تلك السياسة في الكثير من القضايا . والأكثر من ذلك أن الأسئلة التي كانت في الماضي علامات استفهام طويلة تحولت اليوم إلى إجابات ساخنة تؤرق البيت الأبيض , وتبرز في الانقسام الذي يواجهه الجمهوريون داخل الكونغرس حول نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط , والتي تثير اعتراضات واسعة تعكس القلق من الفشل والإفلاس اللذين باتا القاسم المشترك والعلامة الفارقة في السياسة الأميركية في حقبة الرئيس بوش . لذلك لم يكن من باب المبالغة القول الذي يتردد على ألسنة الكثير من الجمهوريين بأن أداء الرئيس بوش سيكون العقبة الأصعب التي ستواجههم في الانتخابات النصفية القادمة , والتي تهدد بفقد السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب . وهذا ما عبرت عنه الاصوات المنتقدة لسياسة الرئيس بوش من بعض الجمهوريين , وهي التي أثارت حفيظة البيت الأبيض , واعتبرت المؤشر الأخطر على أن الإجابات التي تحصدها الإدارة الأميركية على الصعيد الداخلي أكثر مرارة من تلك التي تقود إليها مظاهر الفشل في السياسة الخارجية . وكانت الإدارة الأميركية وهي تجري جردة حساب جزئية قد أدركت معنى تلك الإجابات ودلالتها في وقت كانت أحوج ما تكون إليه إلى بعض التطمينات ولو كانت كاذبة من الذين أكثروا من المديح للسياسة الأميركية طوال السنوات الماضية , فجاء إقرارهم بالمرارة عاملا أخر يزيد من مساحة القلق . غير أن الأكثر مدعاة للقلق أن تلك المرارة لا تقتصر على الإجابات , بل تشكل جزءا جوهريا من الأسئلة الكثيرة ومن التساؤلات التي تبدو أكثر إلحاحا من أي وقت مضى .
|
|