تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الإجابات المرة ..!

البقعة الساخنة
الثلاثاء 21/3/2006
علي قاسم

بات التحريض على الإقرار بالإجابات المرة التي حصدتها السياسة الأميركية في المنطقة سمة تتسابق على التأكيد عليها جملة من الأطراف , حتى تلك التي كانت تراهن على غير تلك الإجابات .

ومع ذلك لم نجد ذلك الصدى لدى الإدارة الأميركية التي ما فتئت تعدد انجازاتها التي تحققت , متجاهلة ذلك الكم من التداعيات التي أعقبت فشلا ذريعا على اكثر من صعيد لم يكن العراق إلا الحلقة الوسيطة التي أبرزت عوامل ذلك الفشل .‏

والأكثر من ذلك أن التكرار الأميركي للإنجازات لا يقتصر على ما دأبت على تكريسه طوال السنوات الماضية , بل يمتد إلى سلسلة أخرى من المهاترات ذات الطابع الدعائي والمغلوط في بنيته وشكله. ولعل الرئيس الأميركي حين كان يسهب في الشرح عما تحقق يدرك أن الأكثرية ممن صفقوا له يعرفون كما يعرف أن المستنقع العراقي يتسع , وأن الوضع ليس بالصورة التي يتمناها , وكذلك فوز حماس لم يكن مدرجا في حساسات السياسة الأميركية , إضافة إلى سلسلة من الاعتراضات غير المنتهية على أداء تلك السياسة في الكثير من القضايا .‏

والأكثر من ذلك أن الأسئلة التي كانت في الماضي علامات استفهام طويلة تحولت اليوم إلى إجابات ساخنة تؤرق البيت الأبيض , وتبرز في الانقسام الذي يواجهه الجمهوريون داخل الكونغرس حول نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط , والتي تثير اعتراضات واسعة تعكس القلق من الفشل والإفلاس اللذين باتا القاسم المشترك والعلامة الفارقة في السياسة الأميركية في حقبة الرئيس بوش .‏

لذلك لم يكن من باب المبالغة القول الذي يتردد على ألسنة الكثير من الجمهوريين بأن أداء الرئيس بوش سيكون العقبة الأصعب التي ستواجههم في الانتخابات النصفية القادمة , والتي تهدد بفقد السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب .‏

وهذا ما عبرت عنه الاصوات المنتقدة لسياسة الرئيس بوش من بعض الجمهوريين , وهي التي أثارت حفيظة البيت الأبيض , واعتبرت المؤشر الأخطر على أن الإجابات التي تحصدها الإدارة الأميركية على الصعيد الداخلي أكثر مرارة من تلك التي تقود إليها مظاهر الفشل في السياسة الخارجية .‏

وكانت الإدارة الأميركية وهي تجري جردة حساب جزئية قد أدركت معنى تلك الإجابات ودلالتها في وقت كانت أحوج ما تكون إليه إلى بعض التطمينات ولو كانت كاذبة من الذين أكثروا من المديح للسياسة الأميركية طوال السنوات الماضية , فجاء إقرارهم بالمرارة عاملا أخر يزيد من مساحة القلق .‏

غير أن الأكثر مدعاة للقلق أن تلك المرارة لا تقتصر على الإجابات , بل تشكل جزءا جوهريا من الأسئلة الكثيرة ومن التساؤلات التي تبدو أكثر إلحاحا من أي وقت مضى .‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 20/03/2006 21:37

الإدارة الأمريكية ماضية في طريق إسرائيل حتى النهاية حيث الحصاد دولار فاسد في جيوب النخب , وحيث الحصاد المزيد والمزيد من الكراهية, وكلما تكشفت هوائية الشعارات مارست الإدارة - العصابة المزيد من التعنت, فإصلاح حفرة الطريق يتم برأيها بعمل حفرة أخرى وهكذا إلا أن نترحم على الطريق الذي كان بحفرة واحدة, بدأنا سيناريو العصابة الأمريكية بفكرة الجهاد الإسلامي ضد السوفييت الكفرة, قأحدثنا حفرة عميقة في أفغانستان فوقع السوفييت, ثم تحولنا لمواجهة فكر القاعدة المفترضة فحفرنا حفرا أعمق في أفغانستان لنزع شوكة طالبان, وبدلا من ردم الحفر بعد ضرب أفغانستان حفرنا في العراق لنصطاد الدكتاتور وهكذا دواليك. ليس مفيدا ركوب القطار الامريكي ومحاولة تغيير إتجاهه, كما لايمكن تحاشي دهسه لمن لايركبه ,فهو بقيادة صهيونية أينما توجه أحدث حفرا بعد تفخيخ الأرض, ولابد من فرملته فليس بالقطار المناسب لخلاص الإنسانية, ولايمكن فرملته إلا بنزع الصهيونية من قيادته, وهذا لن يكون بفعل من الأنظمة فهي مهترئة إنما بفعل من الشعوب يوم تتملك إرادتها.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 6990
القراءات: 912
القراءات: 1065
القراءات: 856
القراءات: 857
القراءات: 848
القراءات: 967
القراءات: 814
القراءات: 743
القراءات: 842
القراءات: 890
القراءات: 776
القراءات: 718
القراءات: 776
القراءات: 970
القراءات: 852
القراءات: 662
القراءات: 858
القراءات: 881
القراءات: 939
القراءات: 882
القراءات: 766
القراءات: 941
القراءات: 850
القراءات: 983

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية