هذه الحالة جعلت من الفضائيات سوقا كبيرة لتصريف كل أنواع المسلسلات وبدعها المختلفة,الأمر الذي جعل من الفنانون ضيوفا على الفضائيات,بل إن نجوم السينما المصرية على سبيل المثال هجر الكثير منهم السينما وأصبح لهم حضور دائم على الفضائيات خاصة خلال شهر رمضان,التي يبدو فيها سباقا فنيا فضائيا لا يلحق به سوى كل نجم تمرس في اللعبة الفنية,هذه اللعبة التي غالبا ما تدور في الإطار الربحي مهمشة البعد الفني,الأمر الذي يجعلنا نعيش في بوتقة حكايات مكرورة,وأداء صنمي لم يعد فيه من هامش للتميز إلا بحدود الحضور الشخصي والشكل الخارجي.
لا يقتصر حضور الفنانين على الدراما,بل هناك حضور من خلال اللقاءات والبرامج الفنية التي أصبحت تشكل وسيلة للتنافس بين الفضائيات بسبب المتابعة الكبيرة التي تحظى بها رغم فقر المضمون الذي تقدمه تلك البرامج ,إذ غالبا ما تغوص في الحياة الشخصية للفنان تاركا أي نقاش له أبعاد ثقافية أو حياتية بعيدة,لا نفهم من خلال تلك اللقاءات فلسفة الفنان الحياتية ولا رؤاه الفنية,بل معاركه مع زملائه ومحاولات تورطه في متاهات الإثارة التي غالبا ما تكون هدفاً رئيسياً لتلك البرامج.
وإذا كانت الإثارة بغية جذب الناس هدف تلك البرامج فان هدف الفنان في ظهوره لا يقتصر على البعد الترويجي,بل على ربح وفير يتقاضاه لقبوله تلك اللقاءات,الأمر الذي يجعل بعض الفنانين المطلوبين من الناس يتقاضون ثمنا خياليا ليقبلوا الظهور وبالتالي فإنهم يقبضون ثمنا جراء محبة الناس لهم!!