تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


موزاريلا كافالييري

معاً على الطريق
الأربعاء 30/4/2008
غسان الشامي

لم تكد نتائج انتخابات بلاد الأباطرة تسفر عن عودة الرجل الأكثر ثقافة جماهيرية, حتى كان إيهود أولمرت يتناول الهاتف لتهنئة العائد على البساط العنصري ورابطة الشمال على انتصاره على اليسار الطلياني نوع (غرويير) فما كان من (الكافالييري),

أي الفارس كما يحلو لسلفيو برلسكوني النداء , إّلا الشكر والإصرار على أن أول زيارة خارجية له ستكون إلى دولة الديمقراطية اليهودية الصافية وفي الذكرى الستين على انطلاقتها الرسولية المتسامحة في توزيع المجازر بعدل على الجغرافيا.‏

سنتان على غياب برلسكوني الذي تجاوز ال 71 عاماً مجهزة بأحدث عمليات الشد والمد وزرع وصبغ الشعر , لمواكبة الشاشات التي يملكها, مطيحاً بسباكيتي اليسار بأنواعه ومسدلاً ستار الغبار اليميني على عهده الذي امتد 15 عاماً.‏

عويصة هي الخريطة السياسية للطليان المتشابكة مثل شعيرية من 21 نوعاً وعشرات التكتلات الصغيرة, حيث بدت في السنوات الأخيرة وكأنها تتقلب على عدة محاور , لكن الواضح فيها ارتفاع منسوب كره المهاجرين والتعنصر ضد العرب والمسلمين والشهرة الخاصة لجزيرة لامبيدوزا التي يموت على مقربة منها مئات المهاجرين ويصل إليها كل ذي عمر طويل قبل الولوج إلى تعاسة الخدمات الوضيعة.‏

تتبدى ثقافة برلسكوني الشرقية في طلبه المحق من الدول العربية أن تخرج من العصور الوسطى, ولكن إلى اين طبعا نحو النموذج الديمقراطي العراقي الذي أفرز انتخابات بنتائج طائفية, وربما جراء هذا الفهم غير المسبوق لفلسفة التفوق لأن سيليفيو يشبه المرتديلا السياسية أمام الأمريكيين في مسألة غزو العراق.‏

الرجل الذي يسبق لسانه عقله دائماً لدرجة وصف نفسه ب (أفضل زعيم في إيطاليا وأوروبا) افتتح كلماته الذهبية بشيء دُس له في إغفاءة تحت يدي حلاقه وهي (تغيير قواعد الاشتباك) للقوات الإيطالية في اليونيفيل بجنوب لبنان, ما استدعى شرحا وتراجعا من المساعدين أنفسهم الذين يمنعون الصحفيين من امتطاء طائرة سيليفيو حتى لا يمسكونه من لسانه , أو ربما عاد به الزمن إلى الوراء فبدأ بالغناء. وأنتم تعرفون دفء اللسان الطلياني.‏

لقد عاد برلسكوني بعد أن بلغ دين بلاده 1100 مليار يورو, لكن الأزمة الاقتصادية متسارعة ولن يغرف من ال 12 مليار التي يملكها ليصنع نوعا جديدا من البيتزا بالموزاريلا الفاخرة وبعيد الشباب لاقتصاد شاخ مثل محرك فيراري لم يعد شوماخر نفسه قادراً على إكمال دورة به.‏

بيد أن الأمر سياسيا يقتضي قراءة متمهلة لما يدور في المتوسط الأوروبي حيث تتنامى العنصرية مما يشي بأن السنوات القادمة ستكون حافلة بالتغيرات الاجتماعية وبفكر سياسي آخر لأن مرحلة ما بعد صراع الحضارات ربما تصب في مصلحة الشعوب, فلقد حلّت إيطاليا مثلا مسألة الأزياء حيث تنتجها في تونس أو في بلغاريا, لكنها ومع برلسكوني تحديدا لا تستطيع إعادة إنتاج ثقافة عنصرية كان نموذجها نهايات موسوليني وهتلر.‏

كاتب لبناني‏

ghassanshami@gmail.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 غسان الشامي
غسان الشامي

القراءات: 1676
القراءات: 1478
القراءات: 1629
القراءات: 1386
القراءات: 1365
القراءات: 1323
القراءات: 1474
القراءات: 1692
القراءات: 1707
القراءات: 2105
القراءات: 1465
القراءات: 2211
القراءات: 1331
القراءات: 1364
القراءات: 1610
القراءات: 1610
القراءات: 1421
القراءات: 1507
القراءات: 1403
القراءات: 1923
القراءات: 1489
القراءات: 1363
القراءات: 1565
القراءات: 1563
القراءات: 1341

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية