وبعد أن فوت رصاص المتطرفين الفرصة لاختبار مدى جدية اسحق رابين في دفع فاتورة السلام , أثبت ايهود باراك عندما كان على رأس الحكومة عام ألفين بتردده وتخاذله, أنه يفتقد الى الرؤية الاستراتيجية المطلوبة لتحمل أعباء السلام والدفاع عن خياراته , فكان أن اختلق الاعذار للتهرب, وورط معه الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون الذي لم يرفق نواياه الطيبة بشأن تحقيق السلام , بممارسة ضغوط فعالة على اسرائيل لالزامها بدفع الثمن المطلوب.
ايهود اولمرت توصل اليوم الى النتيجة ذاتها التي سبقه اليها معظم أسلافه , لكن هل يمتلك حقا القدرة على تجسيد هذه الرؤية على أرض الواقع ?
معظم التحليلات تشير الى ان حكومة اولمرت, وهي التي بادرت الى شن الحروب في لبنان وقطاع غزة , قد تكون عاجزة في المقابل عن الانخراط في عملية سياسية جادة على أي من مسارات السلام , لأن قرار السلام يحتاج الى شجاعة أكثر بكثير من قرار الحرب .. واذا كانت هذه الحكومة تريد فقط التهرب من مشاكلها الداخلية أو ممارسة اللعبة الاسرائيلية المعهودة في اللعب على المسارات , فلن تجد ضالتها مع سورية التي يدرك الجميع أنها ليست من هواة المفاوضات الماراثونية التي لا ضوابط لها ولا طائل منها .