تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


للحرب.. لون آخر.. !

رؤيـة
الثلاثاء3 -5-2016
سعاد زاهر

كلما التمس الحنين طريقه إلي، اهرع إليها، معتزلة الضجيج.. باحثة عن تصوف آن..

وقتها.. كنت.. ما ان أصل إلى أطراف اللون الأزرق ذاك الذي يستقبلك وأنت.. تعبر إليها،‏

حتى تشعر بقلق روحك يبتعد.. زبد الموج سواء أكان هادئا أم هائجا.. تركن إليه.. وتغرق معه في عالم آخر.. بعيدا عن هوجائية الزمن الأرعن..‏

اليوم.. تحتاط طويلا.. قبل أن تفكر بالسفر.. حتى تكاد تلتصق بدمشق،فقد اعتدت عذاباتها.. !‏

تود.. لو أن متاعب الحياة تحاصرك كفاية،حتى لاتترك لك فرصة المغادرة إليها.. نحو زيارة لابد منها.. !‏

رعب غريب يسيطر.. ما إن تبدأ عجلات السيارة بالاقتراب من مدن الساحل المنكوبة.. خوف غامض،يخنق روحك.. وتتهيأ لوجع قاتم..‏

ما إن تدخلها حتى تشعر بغصة لاتنتهي.. سوادها لايفلتك،يكاد يفتك بك..‏

في كل لحظة يقول لك بحرها.. أنا الآخر عاجز عن فعل شيء.. زياراتك له وهو شبه فارغ.. تذكرك أكثر فأكثر.. بان كل شيء مختلف.. !‏

قبل سنوات خمس،كان بإمكانك أن تقطع وسط المدينة بما لايتجاوز الربع ساعة،اليوم تحتاج هذا الوقت لعبور شارع صغير،الازدحام شديد.. والسواد يلف المدينة،وكأنها آلت على نفسها ارتداءه من رأسها حتى أخمص قديمها..!‏

في مدن الساحل،للحرب لون آخر،للوجع عمق آخر.. وللصبر مفعول لاتفهمه.. غالبا..!‏

لاشيء.. يمكنه أن يصف طعم الحرب،أنت عاجز كليا.. أمام تلك الشهقات التي لاتنتهي لأمهات.. تسربلن بالأسود.. حزنا على شهداء مضوا..‏

حزنا على أرواح صعدت إلى ربها.. لكنها تركتنا أسرى، نوع من الحزن الأبدي،يتغلغل في عمق أرواحنا.. لاشيء يوقف نزيفه..‏

عاصفة الرحيل مستمرة.. والخسارات الأبدية.. لأرواح بشرية.. ألم لايعادله أي ألم..!‏

نعزي، نترحم.. نتصبر معهم.. !‏

نغادر.. وما إن تبتعد السيارة عن زرقة بحرها.. حتى ندرك أنها مدن آلت على نفسها ألا ترتوي من أمسيات القهر منذ الازل.. !‏

soadzz@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سعاد زاهر
سعاد زاهر

القراءات: 11320
القراءات: 853
القراءات: 908
القراءات: 860
القراءات: 1031
القراءات: 860
القراءات: 882
القراءات: 840
القراءات: 846
القراءات: 882
القراءات: 901
القراءات: 877
القراءات: 906
القراءات: 909
القراءات: 940
القراءات: 969
القراءات: 948
القراءات: 969
القراءات: 939
القراءات: 1044
القراءات: 956
القراءات: 1008
القراءات: 1014
القراءات: 1024
القراءات: 808
القراءات: 870

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية