حلب التي تختلف المواقف الدولية حيالها ترسم ملامح طريق جديد لمواجهة الإرهاب، وهي حين تتحمل قرابة ألف وخمسمئة قذيفة من مدفع جهنم في يوم واحد، وهي في الوقت ذاته تستمر في الحياة الطبيعية حتى تحت وابل القصف والعدوان، فإنها تبدأ استعدادها لخطوة المواجهة الكبرى.
حلب تعاقب لجريمة ارتكابها الفعل الوطني، وجريمة انتمائها للوطن، وجريمة حضارتها وعطائها واقتصادها الزاهر، وهي تعاقب لعدم رضا أهلها عن سياسة العدوان، ورفضهم الانصياع للخارج الأردوغاني، ورفضهم التبعية للمعتدي السعودي، ورفضهم الانخراط في المؤامرة الغربية الصهيونية، ذلك أن حلب وأهلها أدركوا منذ البداية أبعاد المؤامرة التي جرى تنفيذها على أيدي الإرهابيين، وما كان من دور لسارقي النفط العربي مع أردوغان ومشاريعه السرابية المحمولة على أفكار عفا عليها الزمن، وحلب رأت منذ البداية بعيني زرقاء اليمامة ذلك الخطر البعيد الذي يمثل تحالفاً وتعاوناً عدوانياً أطرافه الأجهزة الاستخباراتية في كل من الرياض وتل أبيب وواشنطن.
فذلك التعاون العدواني الذي كان مخبوءاً في الفترة السابقة، ظهر للعيان بعدما سقط حاجز الخجل والحياء وسقطت أقنعة الزيف التي كذبت خلالها أجهزة استخبارات آل سعود على الشعب العربي كله، ولم يعد هناك ما يمنعهم عن كشف دورهم الحقيقي وإماطة اللثام عن وجه الحياة، إنها حلب التي تكشف الزيف والخداع، وتضع لبنة في تحقيق الانتصار على الإرهاب.