ارتقى بحبه (ابن السابعة عشرة) فلم ينشغل بتسبيل العيون كغيره.. ويقعد مذموما مدحورا على شرفة الحبيبة, فاختار ملعبه معسكرات العدو.. و1850 قذيفة مدفعية نحو الهدف.. ويتناثر المرمى..
(فهكذا يُدفع بأطفالنا.. للعب بالنار والحديد.. والوأد)
ويسطر على اللوح المحفوظ.. اسمه وأسماءهم وتاريخ ميلادهم.. فهم رجالنا الذين يبدأ ولاينتهي عمرهم عند (عملية) ضرب من قسّم أرضهم وطرح منها الحلم والأمل.
ناشىء في رحاب المقاومة.. يتسلل ليحصل على ما تيسر من أسلحة يرد بها لؤم مغتصب, ويعوض عن تأمين وسيلة للدفاع عن أم وأخت وحبيبة (لن تأتي أبدا)!!
وتبقى الأخت- أم جولان- العروس التي زفت إلى الجهة الأخرى ليبقى جزء منها هناك في مسقط القلب والعمر.. تكرر الطلات والزيارات عبر الأسلاك تبث الأخ القدرة على البقاء.. وتزغرد شوقا.. وأنينا.. وحنين جولان.. يا ابن الأخت أيها الحامل جينات رفض الاستكانة والخنوع والخضوع.
شكرا لك لأنك أبقيت لي ما أراهن عليه في زمن انقرضت فيه الأحصنة والرماح والسيوف المسلولة.. والمعلقات..
شكرا هايل لأنك الوجه الحقيقي للسوري..
شكرا (هدية) لاختيار جولان اسما لابنك لينشطر في الأرحام ويستمر.. ويتكاثر..
أم جولان: شقيقة الشهيد هايل التي رافقته نبضة.. نبضة فاختارت الأسير المحرر مدحت صالح زوجا لها لتعيش من خلال حكاياه وجه الأخ.. واختياره..