تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نظرة..!

معاً على الطريق
الأثنين 10/11/2008
مصطفى المقداد

لم يكن المتنبي يتوقع يوماً أن الغرب والأجانب سينشغلون به وبأشعاره وسيرة حياته بهذا الشكل الذي نراه الآن,

على الرغم من إعلانه أن عيونه ستخلد إلى النوم الهانئ فيما ينشغل الناس بحل ألغاز أشعاره.. وقبله لم يكن أي من أجداده امرؤ القيس أوزهير أو طرفة أو عنترة يعتقد أنه سيخلد في ذاكرة أبناء جلدته ويتجاوزهم ليصبح حاضراً في الثقافة الإنسانية كلها.‏

ومثلهم قد يكون أرخميدس وفيثاغورس وأرسطو وأديسون الذين انخرطوا في أعمالهم واختصاصاتهم إلى درجة الذوبان والانصهار الكامل بها فأنتجت نظريات ومخترعات وقوانين أسهمت في تحسين مستوى حياة الإنسان على امتداد الكرة الأرضية.‏

ولم تكن تفاحة نيوتن لتقل أهمية باعتبارها لا تنتمي إلى دائرة الفكر والعقل والتفكر, لتكون نقطة التحول لإخراج الإرهاصات العلمية الكامنة لدى العالم الكبير, وهي تبحث عن مخرج صغير ينهي حالة الضغط الكبيرة التي كان يعانيها.‏

إنها مسألة معاناة معاشة في أتون العمل الصادق باعتباره أقدس قيمة عرفها الإنسان على امتداد تاريخه الحضاري.‏

والنماذج التاريخية في ميادين العلم والثقافة والأدب تمثل حالة المخاض الإبداعي في أسمى وأرقى حالاتها, مع ملاحظة الاستعداد للتضحية بالنفس والجسد أمام اثبات صحة المعلومة, وإظهار محتواها إلى الوجود الإنساني باعتبارها تمثل حقاً ينبغي إيصاله إلى جميع بني البشر.‏

والأمر هنا لا يختلف بين المبدعين والمجددين في الميادين الاجتماعية والثقافية والفنية وبين المخترعين والمستكشفين في الميادين العلمية والتجريبية, ففي كلتا الحالتين, قدم المبدعون ضريبة غالية في زمن سابق لينعم اللاحقون بخيرات وفوائد إبداعاتهم, فما الإطلاق في حرية التأمل والتفكير إلا محصلة لجهود الأوائل ممن اختطوا لأنفسهم الأدب والثقافة طريقاً, وما المخترعات والآلات التي تنعم البشرية باستخدامها إلا ضريبة المعاناة التي قدمها العلماء الذين صاغوا الأسس العلمية منهجاً والتجريب أسلوباً والحقيقة هدفاً.‏

واليوم قد لا نولي كل هذه الحقائق اهتماماً لأنها أصبحت بمتناول أيدينا, حتى غدت وكأنها من البديهيات لكن لحظة تأمل واحدة, تجعلنا نكبر ما قدموا, ووقفة صدق صغيرة تدفعنا للبحث عن آليات تنتج المزيد من وسائل الرفاه, وتدفع غوائل الشر إلى دياجير الظلام‏

تعليقات الزوار

فريد محمد سليمان المقداد |  fareedmekdad@gmail.com | 10/11/2008 01:50

شكراً عميد صحافتنا السورية ففيك وحدك يصدق قول جدك أبي الطيب المتنبي (أنام ملء جفوني عن شوا ردها –ويسهر الخلق جراها ويختصم) وبعد تبقى العبقرية ملكاً مشاعاً ،مرتعها العالم الخصب، ومصدرها مفكرون ثقات ،لكن السؤال المنهجي المهم في هذا الصدد هو :ماذا نفعل مع أدعياء الفكر والمعرفة أولئك الذين لايفقهون من العلم إلا اسمه ولا يعرفون من الكتاب إلا رسمه حتى إنه ليصدق فيهم قول الشاعر(زيادة على العلم وأنصبائه- كواو عمرو أو كنون الملحق) ونراهم يقدمون إلينا أنفسهم وكأنهم موسوعات ثقافية متنقلة ولديهم الحلول الجاهزة لأي مشكلة مستعصية ...والعجيب أننا نجدهم في كل مكان وما أكثرهم على صفحات صحفنا0

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11635
القراءات: 950
القراءات: 886
القراءات: 865
القراءات: 904
القراءات: 929
القراءات: 972
القراءات: 894
القراءات: 945
القراءات: 1006
القراءات: 964
القراءات: 955
القراءات: 974
القراءات: 973
القراءات: 977
القراءات: 1072
القراءات: 1006
القراءات: 1055
القراءات: 1063
القراءات: 1044
القراءات: 921
القراءات: 991
القراءات: 1038
القراءات: 1041
القراءات: 952
القراءات: 1091

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية