إن التوصيف الوحيد الذي يمكن لنا إطلاقه، ومن غير تردد، هو أن هذه الخطوة تعكس كل سياسات التضليل والمراوغة الأميركية التي تتراوح بين تصريحات الحرص على السلام والحل السلمي في سورية من جهة ودعم المتطرفين بالسلاح والخبراء من جهة أخرى.
المضحك والمثير للسخرية في خطوة أوباما لإرسال ما سماهم مدربين عسكريين إضافيين إلى سورية بحجة التصدي للإرهاب أنها تشكل تناقضاً صارخاً وواضحاً لما قاله أوباما نفسه لقناة (بي بي سي) في اليوم ذاته بأنه سيكون من الخطأ أن تقوم بلاده والدول الغربية بإرسال قوات برية إلى سورية.
لكن من يقرأ سياسات الولايات المتحدة المراوغة والكاذبة يجد أن الأمر طبيعي وفق خطوط بياناتها المتعرجة والمتناقضة والكاذبة دائماً، فقد كانت الولايات المتحدة تؤكد قبل ذلك أنها ضد الحل العسكري لكنها أرسلت غير مرة مدربين عسكريين إلى التنظيمات المتطرفة في سورية خلافاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وزودتها بمختلف أنواع الأسلحة،وهو ما يعتبر انتهاكا واضحاً لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.
ورغم أنها تدعي محاربة الإرهاب ومكافحة تنظيماته المتطرفة إلا أن أميركا ترفض حتى الآن تشكيل تحالف دولي يعمل في إطار الأمم المتحدة والقانون الدولي، وهو ما تعتبره الكثير من الدول دليلاً على عدم جدية إدارتها في مكافحة الإرهاب ورغبة منها في الاستمرار باستثمار الإرهاب وفرزه لتحقيق أجنداتها ومصالحها الخاصة.
ahmadh@ureach.com