خط رأى: أن سورية دولة متعبة وقد يئس العالم منها ومن إمكانية وضعها على المسار المريح الذي يسهل التعامل معه.
وآخر رأى: أنها المؤامرة على سورية ومواقفها المقاومة وثوابتها الوطنية والقومية.
لاحظ معي رغم التناقض المبدئي الذي تظهره المقولتان، فهما يصلان إلى النتيجة ذاتها.. سورية متعبة.. وسورية تتعرض لمؤامرة.. أقرب ما يكون الترابط الممكن بينهما هو ترابط السبب والـمُسبّب.
أكثر من مرة أظهرت الدول الداعمة للمعارضات وصولاً إلى الإرهاب في سورية استعدادها للتفاهم مع الحكومة السورية من دون تعديل بشرط تغيير سياستها.. واليوم بشرط تغيير قسري لقيادتها.. لكن هذه القوى لم تكن تنطلق من منطلق واحد، ولا تتجه اتجاهاً واحداً.. هناك من أراد استخدام الحرب في سورية للانتصار في صراعات إقليمية وهناك من أراده للحصول على مكتسبات تلبي أطماعه الأكيدة بالأرض والسكان في سورية «تركيا..» وهناك من له مخططه على مستوى العالم الذي قد يتأثر باستمرار وجود سورية قوية وسيّدة... و«إسرائيل» مستفيدة من ذلك كله وتدعم كل من يبشر بخراب سورية بشكل كامل ونهائي.
رفضت سورية.. قاومت... ووجدت من يدعمها من دول صديقة بمستويات مختلفة كان أهمها الدعم الإيراني ومحور المقاومة.. وصمدت.. إلى أن كان التدخل الروسي السياسي أولاً ومن ثم العسكري الذي استهدف دعم الحل السياسي.
روسيا هي صاحبة جنيف الأول والثاني والثالث وقبله اجتماع فيينا وهي المستمرة في الرهان على حتمية العمل السياسي وصولاً للحل.
الولايات المتحدة تشهد بكفاءة وملاءة الدور الروسي.. وعلى استحياء تتبعها أوروبا.. أما الحلفاء الإقليميون فهم ممتعضون من كل حكاية جنيف وما تبعها ويريدون قلب الطاولة للعودة إلى المربع الأول.. لأنهم يدركون أنه بهذا التوجه وما يتطلبه الحل السياسي من فرز القوى المقاتلة للنظام ومحاربة الإرهاب يخسرون كل شيء سعوا إليه.
يعلمون ومعهم تعلم أميركا أن فرز الإرهابي عن غير الإرهابي في القوى المقاتلة للجيش السوري أمر ينهي هذه الجبهة.. يعني إذا استثنينا فقط «داعش والنصرة» لا يبقى من الفصائل كيفما وصفت.. من يستطيع مقاومة الجيش السوري، لذلك يظهر تردد الولايات المتحدة المضغوط والمعوّل عليها وعلى تدخلها المباشر من الحلفاء الإقليميين، في قتال داعش والنصرة.
هذا كله وغيره يجعل الأمور على هذه الجبهة «جبهة المعارضة» ممن هو معتدل مزعوم إلى من هو إرهابي موشوم «مخلبطة» مرتبكة ... غير جاهزة للحوار.. وبالتالي دائماً تعود للسلاح بغرض قلب الطاولة متوسلة توريط الولايات المتحدة أكثر في القتال.. لكن إلى الآن أرى أن طريق السلام على ما يواجه أقرب منالاً.
As.abboud@gmail.com