تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


يفضّلون قلب الطاولة...

نقش سياسي
الأربعاء 27-4-2016
أسعد عبود

منذ بدأت الأحداث في سورية ثمة من كان يرى أن سورية كدولة هي المستهدفة وليست حكومتها.. توزع الذين كانوا على هذا الموقف على خطين:

خط رأى: أن سورية دولة متعبة وقد يئس العالم منها ومن إمكانية وضعها على المسار المريح الذي يسهل التعامل معه.‏

وآخر رأى: أنها المؤامرة على سورية ومواقفها المقاومة وثوابتها الوطنية والقومية.‏

لاحظ معي رغم التناقض المبدئي الذي تظهره المقولتان، فهما يصلان إلى النتيجة ذاتها.. سورية متعبة.. وسورية تتعرض لمؤامرة.. أقرب ما يكون الترابط الممكن بينهما هو ترابط السبب والـمُسبّب.‏

أكثر من مرة أظهرت الدول الداعمة للمعارضات وصولاً إلى الإرهاب في سورية استعدادها للتفاهم مع الحكومة السورية من دون تعديل بشرط تغيير سياستها.. واليوم بشرط تغيير قسري لقيادتها.. لكن هذه القوى لم تكن تنطلق من منطلق واحد، ولا تتجه اتجاهاً واحداً.. هناك من أراد استخدام الحرب في سورية للانتصار في صراعات إقليمية وهناك من أراده للحصول على مكتسبات تلبي أطماعه الأكيدة بالأرض والسكان في سورية «تركيا..» وهناك من له مخططه على مستوى العالم الذي قد يتأثر باستمرار وجود سورية قوية وسيّدة... و«إسرائيل» مستفيدة من ذلك كله وتدعم كل من يبشر بخراب سورية بشكل كامل ونهائي.‏

رفضت سورية.. قاومت... ووجدت من يدعمها من دول صديقة بمستويات مختلفة كان أهمها الدعم الإيراني ومحور المقاومة.. وصمدت.. إلى أن كان التدخل الروسي السياسي أولاً ومن ثم العسكري الذي استهدف دعم الحل السياسي.‏

روسيا هي صاحبة جنيف الأول والثاني والثالث وقبله اجتماع فيينا وهي المستمرة في الرهان على حتمية العمل السياسي وصولاً للحل.‏

الولايات المتحدة تشهد بكفاءة وملاءة الدور الروسي.. وعلى استحياء تتبعها أوروبا.. أما الحلفاء الإقليميون فهم ممتعضون من كل حكاية جنيف وما تبعها ويريدون قلب الطاولة للعودة إلى المربع الأول.. لأنهم يدركون أنه بهذا التوجه وما يتطلبه الحل السياسي من فرز القوى المقاتلة للنظام ومحاربة الإرهاب يخسرون كل شيء سعوا إليه.‏

يعلمون ومعهم تعلم أميركا أن فرز الإرهابي عن غير الإرهابي في القوى المقاتلة للجيش السوري أمر ينهي هذه الجبهة.. يعني إذا استثنينا فقط «داعش والنصرة» لا يبقى من الفصائل كيفما وصفت.. من يستطيع مقاومة الجيش السوري، لذلك يظهر تردد الولايات المتحدة المضغوط والمعوّل عليها وعلى تدخلها المباشر من الحلفاء الإقليميين، في قتال داعش والنصرة.‏

هذا كله وغيره يجعل الأمور على هذه الجبهة «جبهة المعارضة» ممن هو معتدل مزعوم إلى من هو إرهابي موشوم «مخلبطة» مرتبكة ... غير جاهزة للحوار.. وبالتالي دائماً تعود للسلاح بغرض قلب الطاولة متوسلة توريط الولايات المتحدة أكثر في القتال.. لكن إلى الآن أرى أن طريق السلام على ما يواجه أقرب منالاً.‏

As.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 771
القراءات: 797
القراءات: 782
القراءات: 871
القراءات: 729
القراءات: 845
القراءات: 791
القراءات: 838
القراءات: 767
القراءات: 812
القراءات: 711
القراءات: 806
القراءات: 798
القراءات: 764
القراءات: 810
القراءات: 942
القراءات: 676
القراءات: 981
القراءات: 1140
القراءات: 878
القراءات: 838
القراءات: 1160
القراءات: 1050
القراءات: 828
القراءات: 989

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية