الأخضر الإبراهيمي رائد الحركة النضالية ضد الاستعمار الفرنسي.. لا بد وانه الأكثر قدرة من غيره على إدراك ما يحاك من مؤامرة ضد سورية.
الصفات التي يحملها الإبراهيمي لا تنزع عن سلفه كوفي أنان صفات الجدية والمحاولة لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية وايقاف إطلاق النار دون بديل آخر.. فالرجل كان جاداً في تنفيذ المهمة الموكلة إليه.. وهنا يحضر السؤال ما الفارق بين القادم الجديد والسابق الراحل، طالما بقيت مواقف من عرقل ورفض وزرع الألغام على حالها، وهل سيقول الإبراهيمي مالم يتجرأ أنان على قوله علناً قبل أن يترك مهمته بأن من يدّعي الحرص على إنجاح مهمته يعمل وبشكل حثيث على تسليح الإرهابيين وأخذ الأمور باتجاه التصعيد.
أعتقد ان الخلل لم يكن في أنان أو فريقه.. بل بمشيخات ودول استعمارية تعيش هَوَس الانتداب والسلطنات البائدة.. مشكلة صِبية امتهنوا السياسة عن جهالة.. وزُجّوا في أتون مؤامرة دون إدراك حجم وقوة الطرف الذي يتآمرون عليه.. المشكلة في أطراف تدّعي في العلن العمل على ايجاد حل سياسي.. وفي الخفاء تُسلِّح الإرهابيين وتدربهم وتمدّهم وتوفّر الملاذ الآمن لهم، وكل ذلك بهدف إسقاط الدولة السورية، ودورها الريادي في المقاومة.
الإبراهيمي أم أنان المشكلة ليست لدى الحكومة السورية طالما أعلنت مراراً وتكراراً تعاونها لإنهاء العنف، وعملت وتعمل على ذلك.. المشكلة في أسلاك وحقول ألغام زرعها أعداء الشعب السوري في طريق أنان، وذاتها ستواجه الإبراهيمي إن لم يكن لديه القدرة على فضح واضعيها، أو سلوكه طريقاً آخر أكثر وضوحاً، طريق أقرب إلى المسار الروسي الصيني الإيراني.. فهل يفعلها مناضل جبهة التحرير الوطني وابن الثمان والسبعين عاما؟.
Mon_eid@hotmail.com