اتصل بي يوم الاثنين الماضي وقال لي أرجو أن توجه في زاويتك الأسبوعية رسالة إلى الحكومة مفادها التالي: «إذا كانت الأولوية في ضغط النفقات وترشيدها من قبل الوزارات والجهات العامة التابعة لها هي قطع الاشتراكات بالصحف.. فإن المكتوب يقرأ من عنوانه» قلت له: الحق معك وليس مع غيرك من الوزراء والمديرين العامين، فمن يعتبر أن ضغط النفقات غير الضرورية يكون بمنع القراءة ومنع التواصل مع الناس عبر وسائل الإعلام المقروءة يريد شيئاً آخر غير ضغط النفقات لأسباب عديدة لا مجال للخوض فيها الآن، أهمها أن نفقات هذا البند لا تشكل شيئاً يذكر في نفقات تلك الجهات العامة!
وإحدى الأخوات الغيورات على سيادة القانون ومنع (سيادة) الفوضى وتجارة الأزمات ونشر المخالفات.. اتصلت بي عدة مرات وقالت: الأبنية التي تشيد يومياً بالعشرات في مناطق المخالفات الجماعية جنوب طرطوس وخطرة من نواح عديدة فهي أولاً تبنى بسرعة ودون أي شروط فنية وهي ثانياً تزيد مشكلات تلك المناطق تعقيداً في ضوء تأخر مجلس المدينة الفاضح والفاقع في انجاز مخططها التنظيمي وفي تطبيقه على أرض الواقع ومن ثم في منح الرخص النظامية للبناء وفقه، وهي ثالثاً تعكس غياب هيبة الدولة وهيبة قوانينها، وهي رابعاً تؤدي إلى زيادة أعداد البلطجية وتجار الأزمات والمفسدين والفاسدين في مجتمعنا، وقبل أن تكمل في خامساً وسادساً.. قلت لها الحق معك وليس مع محافظة طرطوس ومجلس مدينتها الذين أدت قراراتهم السابقة بما في ذلك (قرار) عدم إصدار المخطط التنظيمي إلى الواقع المأساوي الجديد في تلك المناطق..!
وأختم بدعوة المضللين حتى الآن من أبناء سورية (في الداخل والخارج) لقراءة متأنية ودقيقة وحيادية وموضوعية للأوضاع وتطوراتها ودلالات ما شهدناه، في ساحة الأمويين وقبلها في مدرج جامعة دمشق، فمثل هذه القراءة قد تدفعهم لاتخاذ القرار القاضي بعودتكم إلى جادة الصواب وإلى المساهمة في القضاء على المؤامرة بسرعة أكبر وإلى الانخراط في برنامج الإصلاح وصولاً إلى سورية أكثر ديمقراطية وحرية وأكثر إنتاجاً وعطاء وأكثر قوة ومنعة.