ومن المعروف أنه في فترات التحولات الكبرى في التاريخ حيث تعلن نهاية مرحلة وبداية حقبة جديدة نجد أن هذه المنظمة تجتاز حالياً فترة انتقالية بين عالمين.
فقد تأسست في ظل عالم المنتصرين في الحرب العالمية الثانية وهي تعيش اليوم مخاضاً عسيراً في مرحلة ما بعد الحرب الباردة حيث تنشأ قوى اقتصادية وسياسية عالمية وإقليمية جديدة تعلن عن نفسها مطالبة بإصلاح النظام العالمي الحالي ليتلاءم مع عالم جديد يبزغ وهو متعدد الأقطاب في دور التشكل.
ومن الواضح أن المجتمع الدولي لا يستطيع الاستغناء عن هيئة الأمم المتحدة كإطار للتنظيم الدولي لذا يمكن القول: إنه يجب إصلاحها وهو مطلب ملح لتتمكن من أداء دور فاعل ليس لحماية الأمن والسلم الدوليين فقط وإنما أيضاً المساهمة في بناء عالم جديد متوازن بعيداً عن التهميش والحرمان، عالم متعدد الأقطاب وديمقراطي بدأت إرهاصاته تعلن عن نفسها، يتم فيه احترام ثقافات الشعوب وكرامتها وسيادتها ويحافظ على الحضارة البشرية بتنوعها وغناها.