تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«يفتح بالذات»!!

الافتتاحية
الخميس 20-10-2011
بقلم رئيس التحرير علـي قـاسـم

هذه حلب.. مدينة كتبت عناوينها مسبقاً.. وخطّت رسالتها.. وعلى جوانبها وبخط نبضها ووجدانها سطّرت «يفتح بالذات»، وزرعتها في جيد الوطن.

بين تلك السطور، وخلف العناوين.. كانت حلب وما زالت حاضرة في وجدان السوريين.. ترسم تقاطعاتها على خارطة الوطن.. تتزين بها واحاتها الكبرى، وتعلن من هناك أنها دائماً تجيد تجسيد ذلك الوجدان السوري الذي أتقن حب الوطن.. تفنن في عشقه.. فكان العصي على الأخذ.. الممانع الصلب في وجه الاستهداف.. وفي مواجهة المؤامرة بأدواتها وأطرافها..‏

حلب ليست مدينة فحسب، وحلب ليست شوارع وساحات وأزقة.. وحلب ليست قلعتها المطلة على شغاف القلب.. وليست كذلك تلك الوجوه الطافحة بصدق الانتماء إلى هذا الوطن..‏

ليست كل هذه الأشياء فقط.. بل هي أيضاً ذلك النبض الإنساني المفعم بالحياة.. المملوء بأصالة الوطن.. المشبع بذراته.. وهي كذلك تلك الأصوات التي أعلنت حدوداً فاصلة ترتسم على جنباتها موجبات اليقين بأن القادم هو ذلك الغد الذي عمل ويعمل عليه أبناء سورية.‏

ربما كانت بتلك الساحات والشلالات البشرية المتدفقة تستكمل اللوحة المتشكلة منذ بعض الوقت في ساحات دمشق.. وتنتظر أن تمتد إلى هناك في كل المدن السورية.. لنرى سورية التي عملنا من أجلها وكافحنا من أجل ازدهارها وتطورها.. لنرى حلمنا القادم.. طموحنا المشروع.. غدنا المشرق..!‏

حلب لمست أصالتها.. تحسست سكاكين تروم جسد الوطن.. أدركت مسبقاً تلك الشعارات الموسومة برائحة الغدر.. ورمت بأحمالها.. انتفضت من أجل الوطن.. من أجل سورية التي نعشقها فكانت يقيناً بأننا في الطريق الصحيح وعلى درب الصواب.. وفي الاتجاه الصائب.‏

كعادتها.. هي حلب.. إليها السبيل ينضم روافد لأنهر الحياة.. وتعلق على بواباتها حواضن الحلم القادم لتقول كلمتها.. وقد سمعناها جميعاً.. لتعبر عن أصالتها وقد لمسناها.. لتؤكد مكانتها وقد أدركناها جيداً.. لتسجل نحن هنا.. أصواتنا.. سواعدنا المرفوعة.. صفوفنا المتراصة.. خطت ما أردنا أن نكتبه.. عبرت عما نريد قوله.. فكانت صوتنا الذي يتردد صداه في جنبات الوطن..‏

هذه حلب.. وتلك هي سورية.. كل بقعة فيها هي الوطن.. وكل جزء منها يطابق ما تبقى، لكنها في حلب كانت لها نكهتها الخاصة.. كانت لها كلمتها المعبرة.. وأسلوبها المميز.. وصلتنا أصواتهم.. ووصلتنا رسالة حلب.. كنا على يقين من الكلمات التي فيها.. ومن العناوين التي احتضنتها.. كما أننا على يقين بأن رسالة حلب.. وصلت إليهم.. إلى أولئك القابعين في الوهم.. المراهنين على السراب.. اللاطين خلف أجندات الآخرين..‏

الشمس لا تُحجب بغربال.. وحلب كما دمشق وباقي مدننا وقرانا.. رغم ما اعترى بعضها على محدوديته.. رغم ما بان من شذرات هنا وهناك.. هي على أصالتها.. ستخلع أثواباً استعارتها لبعض الوقت، سترمي بستائر حجبت عنها الحقيقة لبعض الوقت.. لتقول كلمتها من جديد.‏

حلب.. كانت السبيل.. ونقطة العبور.. الفاصل الجديد.. والمفصل الأكيد في رحلة انطلقت.. في خطوات بدأت لبناء سورية بمشروعها الإصلاحي لتكون على قدر تطلعاتنا.. فكان لابد أن تخط على صدر صفحاتها «يفتح بالذات» والبقية تأتي.. ولو بعد حين..!!‏

a-k-67@maktoob.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1169
القراءات: 955
القراءات: 955
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 905
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1067
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية