تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حكاية «منشق»..!!

الافتتاحيــة
السبت 22-10-2011
بقلم رئيس التحرير: علي قاسم

ل «منشقهم» مواصفات لا تنطبق على غيره.. وهو لا يشبه سواه.. يصلُح قاطع طريق.. وإرهابياً بامتياز.. يجوز له ما لا يجوز لغيره.. يُمثّل بالجثث.. يوغل في الدم..

ول «منشقهم» وظائف ومهام تختلف عن غيره..!!‏‏‏

هكذا فجأة، بات كل ما تشهده بعض المناطق السورية- برأي فضائيات العدوان الإعلامي- مواجهات بين الجيش وقوات الأمن من جهة وبين «منشقين» من جهة أخرى.. لم تعد هناك مواجهات مع «المتظاهرين».. وكل عمليات التخريب والقتل التي تمارس فقط هي من قبل «منشقين» !!‏‏‏

آلافُهم من المتظاهرين ومئاتهم وعشراتهم.. يختصرها«المنشقون» الذين يواجهون الجيش وقوى حفظ النظام والأمن، والباقي تفاصيل لا تقدم ولا تؤخر..!!‏‏‏

الجرائم والتمثيل بالجثث واستهداف المدنيين والمنشآت العامة أعمال يمارسها أولئك «المنشقون» الذين يكررون انشقاقهم أكثر من مرة.. ويعيدونه.. حتى إن بعضهم لديه الاستعداد ل «ينشق» أكثر من مرة في اليوم الواحد..!!‏‏‏

هذا ليس من باب الظرافة السياسية إنما هو حقيقة لمسناها واطلعنا عليها... فكم من مُدّعٍ أو نصّاب يقدم نفسه من عِداد الجيش العربي السوري يعلن انشقاقه ليعود بعد أيام قليلة معلناً أيضاً انشقاقه.. واللافت أنه أمام الكاميرا نفسها.. والخلفية ذاتها.. وأحياناً الكلمات هي هي..!!‏‏‏

لن نجادل في وجودهم من عدمه.. ولا في المصادر التي تعتمدها تلك الفضائيات.. لكن في الوقت ذاته بات من سخرية القدر أن تصبح هذه المهزلة أداتهم الوحيدة المتاحة لتبرير القتل في سورية.. ولرفض الاعتراف بوجود التنظيمات الإرهابية المسلحة رغم اقرار مجموعات كبيرة منها بذلك.. وهي موثقة وبُثّت في وسائل الإعلام..‏‏‏

حكاية «المنشقين» على ما يبدو.. تحولت بقدرة تلك الفضائيات و«كفاءتها» و«مهنيتها» مشاهد قتالية.. لها فصولها ومقاطعها ولها أيضاً خفاياها وأسرارها.. وغرفها المغلقة التي تنتجها لتكون المادة الوحيدة التي تعوض بعضاً من إفلاسها نتيجة الفشل في تسويق كل ما سبق لها أن أصرت عليه في بداية الأحداث.‏‏‏

لكن، ومع ذلك، هناك ملاحظات في غاية الأهمية لا يمكن تجاهلها.. رغم عبثية تلك الحكاية والتراجيديا المأساوية التي تنطوي عليها..‏‏‏

أولى تلك الملاحظات التي تجاهلتها قنوات القتل الإعلامي أن ليس هناك بين أفراد الجيش العربي السوري حتى لو كان «منشقاً» من يقبل على نفسه أن يمثل بجثث قتلاه.. أو أن يقطع أوصالهم.. وليس بين أفراده أيضاً من يرضى أن يكون كذلك.‏‏‏

وثانيها: الكثير من أولئك «المنشقين» ثبت بالدليل القاطع أنه قام بتسجيل تلك المقاطع تحت تهديد السلاح.. وسرعان ما أعلن براءته منها فور توفر الفرصة لذلك.‏‏‏

وثالثها: أن حكاية «المنشقين» باتت متداولة في الأوساط السورية على أنها آخر ما في جعبة تلك الفضائيات.. وتحولت إلى حالات تندر على كل حادث.. حتى لو كان في بلاد الواق الواق..‏‏‏

أما رابع تلك الملاحظات وأهمها فهو أن الإصرار على الحديث عن «المنشقين» وتحولهم إلى القوة الضاربة التي تقف خلف كل الحوادث الإرهابية التي تشهدها بعض المناطق السورية لهو دليل قاطع على حالة ميؤوس منها وصلت إليها، وهي مدركة مسبقاً أنها فبركة غير مقنعة.. ولا يمكن لعاقل أن يصدقها.. فكيف بالسوريين الذين لمسوا كذبها وتضليلها؟!‏‏‏

لقد اعتدنا أن تُقْدم تلك الفضائيات على تجاوز كل الخطوط بكل ألوان الطيف.. وأن تدوس على كل مبادئ وأخلاقيات المهنة، وهي التي ارتضت لنفسها أن تكون جزءاً من أجندة تستهدف سورية..‏‏‏

غير أن ذلك لا يجيب على الأسئلة الصعبة التي تثيرها في هذا الزمن الرديء وأردأ ما فيه أنه كان شاهداً على تلك الفضائيات.. على ولادتها.. على الحضيض الذي وصلت إليه.. على الدونية التي تعاطت بها.. على سقوطها المريع.‏‏‏

حكاية «المنشقين» هذه، ستسجل يوماً لذاكرة سوداء أوغلت في الدم السوري، وهي تدرك مسبقاً وتعرف بالتأكيد أن الجيش العربي السوري ليس بين صفوفه من يوغل في القتل.. خصوصاً أن من قُدِّم في تلك الفضائيات كانوا حفنة من قُطّاع الطرق المجرمين.. والإرهابيين والقتلة المستأجَرين.. وكثير منهم جاؤوا من خارج الحدود.. شاركوا في القتل.. ومثلوا في الجثث..‏‏‏

وكما يدركون هم.. ندرك نحن.. أن حكايتهم بفصولها السوداء.. كما انتهت سابقاتها ستنتهي.. لكنها تسجل لهم سابقة في الكذب والافتراء والتضليل.. وتسجل لهم أيضاً «مهنية» خاصة بهم يُحسدون عليها..!! و«كفاءة» رخيصة لا أحد بمقدوره مجاراتها!!‏

a-k-67@maktoob.com ‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7072
القراءات: 987
القراءات: 1144
القراءات: 933
القراءات: 936
القراءات: 921
القراءات: 1046
القراءات: 886
القراءات: 822
القراءات: 917
القراءات: 969
القراءات: 857
القراءات: 793
القراءات: 847
القراءات: 1049
القراءات: 924
القراءات: 741
القراءات: 931
القراءات: 954
القراءات: 1015
القراءات: 971
القراءات: 844
القراءات: 1018
القراءات: 926
القراءات: 1054

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية