تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بين وول ستريت واليمن!!

حدث وتعليق
الأحد 23-10-2011
أحمد حمادة

ليس غريباً ان يتداعى مجلس الأمن الدولي ليطالب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بتنفيذ المبادرة الخليجية ونقل السلطة، وليس غريباً ان يجيش أقطاب العالم الغربي وشركاته الاحتكارية منظمات العالم لإصدار القرارات عن ليبيا وأفغانستان والعراق وعشرات الدول في منطقتينا «العربية والإسلامية» لأن لهم مصالح تقتضي بالضرورة إخراج السيناريوهات الهوليودية وتطبيقها بمهارة هنا وهناك.

لكن الغريب العجيب أن يصم مجلس الأمن والعالم الغربي آذانهم ويغمضوا عيونهم عن مئات المدن المنتفضة ضد سياساتهم بدءاً من ساحة «وول ستريت» وانتهاءً بآخر معاقل الرأسمالية في أوروبا مع ان إعلامهم يصرخ نهاراً جهاراً بأن قيم العدالة والحرية وحقوق الانسان لا تتجزأ وأن الإنسان يقاوم القهر والجوع والاستعباد حيثما كان في الغرب أو الشرق ومهما كان لونه أسود أو أبيض أو أصفر أو كانت ديانته وانتماؤه السياسي.‏

ليس سراً إذاً ان نرى كل مانرى في عالمنا العربي والاسلامي لأنهم أرادوا منذ مابعد 11 أيلول بل وقبله بكثير ان تكون هذه المنطقة الممتدة من حدود الصين الى المغرب سوقاً استهلاكية لبضائعهم وهذا يقتضي بالضرورة ان تسود ثقافة الاستهلاك وقيم الغرب بأرضنا وأطفالنا وأن تتحول مجتمعاتنا الى مجتمعات بلا هوية ولا تاريخ ولا حضارة، وحتى بلا رموز سياسية أو وطنية أو دينية مهما كانت هذه الرموز على خطأ أو صواب، عميلة لهم أم مقاومة لسياساتهم وثقافتهم ، محبوبة أو مكروهة ، المهم أن تلغى وتعدم وتضرب وتهان.‏

هذا الامر استدعى ان تنسق الحدود وتلغى سيادات الدول وقرارات الحكومة تحت مسمى «اتفاقية التجارة العالمية» ثم ضرورات «العولمة» فاخترعوا الحروب الاستباقية والاجهاضية بعد «فيلم برجي التجارة» واليوم لابد ان يكتمل المشهد بالتفتيت الاثني والطائفي والقومي والجغرافي.‏

ومع كل أسف هناك من ساهم بإخراج السيناريوهات لتتم تصفية «بن لادن» بتلك الطريقة وعدم السماح بدفنه على وجه الأرض وطي صفحته في أعماق المحيطات والبحار ، ولتتم محاكمة مبارك وهو عاجز وسحل القذافي وضربه وقتله ومحاصرة البشير بقرار الجنائية الدولية وتهريب بن علي وإصدار الأوامر لصالح ، وقبل هؤلاء أعدموا صدام وجعلوا ذاك المشهد ويومه «الأضحى» يوم بداية فتنة بين مكونات الأمة «وبأيدي بعض أبنائها» ليقولوا للأمة لم تعد تنفعكم عقيدتكم ولا حضارتكم العربية الأصيلة وقيمها المثالية ، ولا أي اسم مشهور بينكم «بغض النظر عن رأينا نحن العرب بكل تلك الأسماء» ولا ينفعكم إلا قيم الاستهلاك الغربية وثقافة الديمقراطية على الطريقة الغربية ، فهل أدركتم سبب «فرق العملة» بين وول ستريت واليمن؟!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد حمادة
أحمد حمادة

القراءات: 11518
القراءات: 861
القراءات: 914
القراءات: 843
القراءات: 946
القراءات: 866
القراءات: 860
القراءات: 878
القراءات: 987
القراءات: 886
القراءات: 863
القراءات: 851
القراءات: 888
القراءات: 898
القراءات: 972
القراءات: 926
القراءات: 1102
القراءات: 904
القراءات: 864
القراءات: 895
القراءات: 881
القراءات: 982
القراءات: 994
القراءات: 906
القراءات: 952
القراءات: 1010

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية