تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أين العصائر الطبيعية ؟

حديث الناس
الخميس 3-11-2011
قاسم البريدي

أمر غريب أن تغزو أسواقنا عصائر الفواكه «الطبيعية «من دول عربية نفطية لا علاقة لها بالفواكه لا من قريب أو بعيد .

والأغرب أكثر أن أغلب معاملنا التي تنتج هذه المادة لا تعتمد على خيرات البلد من فواكه طازجة تفيض عن حاجاتنا ,بل تستورد المكثفات الصناعية الجاهزة وتمددها بالماء وتضعها بعبوات أنيقة تخدعنا بأنها طبيعية من خلال صور البرتقال والجزر والمنغا والعنب وغيرها .‏

وبالطبع نحن لا نريد أن نقطع الطريق على صناعة رابحة رأسمالها بسيط وكأننا نهاجم ماركات شهيرة بعينها ,إنما ندعو إلى عدم خداع الذات وكشف الحقائق لأن قانون حماية المستهلك يفرض عقوبات رادعة لمثل هذه السلع التي تحمل صورا أو رموزا لا تتطابق مع حقيقة المنتج .‏

والأمر الأهم ..لماذا لا يلتفت الصناعيون والمستثمرون إلى تصنيع الفواكه الطبيعية الفائضة عن حاجتنا وما أكثرها ..واليوم نحن أمام موسم جديد لمحصول الحمضيات وفيه فائض من كل أنواعه ( الليمون الحامض – البرتقال – اليوسفي – الكريفون والبوملي ) .‏

وإذا قال أحدهم (ربما ليتهرب من المسؤولية ) أن هذه الأنواع يصعب تصنيعها وطرق حفظها ومعالجتها قياسا للمنكهات المستوردة السهلة ، فإننا نسأل : أين دور مراكز البحوث وأين دور الجامعات والمعاهد لتقدم الأجوبة ؟وأين الاستفادة من تجارب الآخرين ونقل التقنيات المتقدمة من دول شهيرة وظروفها مشابهة لبلدنا ؟.‏

وهل يعقل أن تبقى شكاوى الفلاحين من تصريف إنتاجهم كل عام ، في وقت تتعطش أسواقنا المحلية وأسواق العالم لمثل هذه المنتجات التي لها أفضل المواصفات الطبيعة وتخلو من الأثر الكيماوي المتبقي وفق شهادات عالمية .‏

وتعد سورية في إنتاج الحمضيات الدولة الثالثة عربياً بعد مصر والمغرب والدولة العشرين عالميا من بين ثمانين دولة تأتي في مقدمتها الولايات المتحدة ثم البرازيل واليابان واسبانيا والمكسيك.‏

ولو قارنا عدد السكان مع عدد أشجار الحمضيات وهو 12 مليون شجرة تنتج نحو مليون طن سنويا لعرفنا أن كل مواطنين اثنين يقابلهما شجرة حمضيات ويتضاعف الرقم لو حسبنا حصة الفرد من الإنتاج ,أي أن الفائض كبير جدا ولا نعرف أين يذهب أو بالأصح أين يهدر إذا لم يجد طريقه للتصدير أو التصنيع أو التخزين ..!؟‏

ولو عممنا الموضوع على باقي الفواكه كالرمان والمشمش والدراق وحتى الخضار كالجزر والبندورة لوجدنا أنواعا هائلة ومتنوعة تصلح لصناعة مربحة للغاية هي العصائر الطبيعية بأنواعها المختلفة وأسعارها المشجعة للغاية ,فأين نحن الآن للأسف ؟وبالمناسبة يمكننا أن نغير عادات المستهلك ببلدنا ليطالب بعصير البندورة – مثلا- الذي يقدم كأفضل مشروب في الفنادق الفخمة والعواصم الشهيرة ؟.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

  قاسم البريدي
قاسم البريدي

القراءات: 1004
القراءات: 908
القراءات: 973
القراءات: 967
القراءات: 882
القراءات: 988
القراءات: 916
القراءات: 909
القراءات: 934
القراءات: 944
القراءات: 927
القراءات: 928
القراءات: 3807
القراءات: 921
القراءات: 938
القراءات: 997
القراءات: 975
القراءات: 929
القراءات: 945
القراءات: 1068
القراءات: 968
القراءات: 1523
القراءات: 1014
القراءات: 973
القراءات: 976

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية