تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قوة سورية وجدارتها

البقعة الساخنة
الاثنين 10-8-2015
 علي نصرالله

أكثر من فرصة للحل السياسي لأزمات المنطقة برزت وأُتيحت قبل توقيع الاتفاق النووي بين إيران والغرب، لكن الطرف الآخر المتمثل بأميركا وملحقاتها «القارة العجوز والأدوات الإقليمية الرخيصة»

بقي رافضاً مراهناً على استغلال ورقة الإرهاب، وبقي مستقوياً على الطرف الآخر ليس بأوراق قوة حقيقية يمتلكها، وإنما بقناعة لديه بأن هذا الطرف لن يتهور كما يفعل هو، وبأنه لن يتخلى عن لغة العقل ويذهب إلى مواجهة كبرى.‏

واقعياً كان رهان أميركا وملحقاتها على تعقل وهدوء وعدم اندفاع وتهور الطرف الآخر في محله إلى حد بعيد، بينما كان رهان واشنطن وملحقاتها على ورقة الإرهاب رهاناً ساقطاً يشتد كلما انهار جزئياً، أو كلما بدا أنه سينهار كلياً مع ما يعني ذلك من ارتدادات خطيرة على أصحابه في المنطقة وخارجها، وهذا بالضبط ما زاد في تعقيد الأزمات واستعصائها على الحل، لأن معسكر أميركا الداعم للإرهاب بات محشوراً بين حدي قبول السيئ أو الأسوأ من الحلول التي لا تضمن له تحقيق أقل من الحدود الدنيا التي سعى لها بكل ما أوتي من خبث ورذالة وانسلاخ عن الأخلاق.‏

بعد توقيع الغرب مع إيران الاتفاق النووي اختلف المزاج الأميركي جزئياً، أو بدا كما لو أنه بات مختلفاً، ولاحت في الأفق بوادر لفرص حل جديدة مقبولة تحفظ ماء الوجه لمعسكر الإرهاب والعدوان، فمن جهة لا تُبديه خاسراً ومهزوماً، ومن جهة أخرى لا تُجرمه ولا تُدينه بدعم الإرهاب، فهل تُمثل هذه الفرص فرصاً حقيقية للحل، أم أنها لن تؤدي في أحسن الأحوال إلا إلى حل جزئي يضمن فقط مخرجاً للعالم من أزمة كبرى صنعتها أميركا وملحقاتها؟.‏

وإذا كان الطرف الآخر «المُعتدى عليه» لا يبحث عن تسجيل انتصارات فيها ما فيها من مُجسدات كسر العظم في السياسة والميدان، فمن يضمن موافقته على ترجمة هذه الفرص وتحويلها إلى حل لا يأخذ بالاعتبار حقه باحتلال مكان تحت الشمس يليق بصموده وتضحياته وقدراته السياسية والعسكرية في المعادلات الدولية والإقليمية الجديدة، وخاصة أنه يدرك أن الطرف الآخر لم يتخل عن سياساته العدوانية، ولم يُبدل في مشاريعه واستراتيجياته، وقد قبل مرغماً بسبب تضرر مصالحه ووصوله إلى مرحلة اليقين بحتمية فشلها؟!.‏

سورية لم تستجد حلولاً تنتقص من سيادتها، ولن ترضى بأي حلول لا تحفظ وحدتها واستقلالها وتصون دماء شهدائها وتضحيات شعبها المقاوم الصامد، لطالما صمدت في مواجهة الكيان الصهيوني وإرهابه، ولطالما ثبتت في مواجهة الإرهاب التكفيري ومن يقف خلفه ممن يقيمون في المنطقة وخارجها من الأعراب والعثمانيين، ومن الغربيين والأميركيين المتصهينين، وإذا كانت ولا تزال تنشد السلام والاستقرار ومستعدة لمنح الحلول المطروحة فرصة الحياة والنجاح، فإن على جوقة العدوان أن تفهم بأن سورية القادرة المقتدرة ستنتزع انتزاعاً جدارة الدور والموقع من أعدائها، وأولهم أميركا وملحقاتها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12372
القراءات: 1653
القراءات: 1307
القراءات: 1474
القراءات: 1428
القراءات: 1251
القراءات: 1487
القراءات: 1359
القراءات: 1471
القراءات: 1557
القراءات: 1564
القراءات: 1630
القراءات: 1899
القراءات: 1273
القراءات: 1348
القراءات: 1292
القراءات: 1664
القراءات: 1477
القراءات: 1431
القراءات: 1514
القراءات: 1470
القراءات: 1495
القراءات: 1467
القراءات: 1779
القراءات: 1479
القراءات: 1356

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية