ترانا نصمت ونحن نريد الكلام، ونتكلم بينما الصمت يلفنا، ونغرق في فراغ، بينما الافكار تداهمنا..!
نحاول التركيز فاذا بنا في اقصى درجات التشتت.. يتدفق الكلام بلا معنى..
ولكن لازالت تطربنا اغنيات فايزة احمد وأم كلثوم، ولازالت أشعار محمود درويش تثري وجداننا، ولازالت أبيات ايليا ابي ماضي.. تشدنا اليها لنفهم فلسفة الحياة..!
لازلنا نحن للايقونات الفنية والفكرية اينما وجدت علامات في أذهاننا..
الحرب لم تنل من أرواحنا، ولا أفقدتنا أحاسيسنا..
خمس سنوات مضت.. ليس أقساها ماعشناه..!
ولكنها أبدا لم تتمكن من تحجيم عقولنا.. لازالت رواية فذة كتلك التي يكتبها أورهان باموق، او جوليان بارنز.. أو ويليام بوروز.. وحتى توماس مان تسلب لبنا..
نواصل البحث عن التجديد الفكري والفني.. والذهني..!
لازال بإمكان فيلم سينمائي أن يحاصرنا بأحداثه طيلة أيام عديدة.. وستبكينا دوما قصص الحب..!
لازلنا نبحث عن أحدث وصفات لنتذوق أطعمة جديدة، ونجرب نكهة قهوة مميزة..
ننكب عليها بنهم شديد بينما نتابع قراءاتنا او مشاهداتنا..
تمتعنا ونحن نتذوقها وكأننا في اجمل سوق حرة عرفتها البشرية، اغتنت بكل كنوزها.. لكن الكنوز التي نفهمها نحن على مزاجنا..
كل من غادر يعتقد اننا غرقنا في قوقعة فكرية، اننا انغلقنا، وتمكنوا من صياغتنا في مجار طائفية..
أي لوعة حين يكتشفون أن خبثهم سيرتد عليهم.. وأن من اعتنقه لدينا هو وحده سيكتوي بظلاميته وجهله.. مغلقا روحه وعقله على عتمة ونار لن تحرق سواه..!
soadzz@yahoo.com