تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مــــزاج متقلــــب.. !

رؤيـة
الاثنين 11-8-2014
 سعاد زاهر

ننتظر ثلاثين حلقة.. ثلاثين ساعة لمسلسل وحيد.. وفي النهاية يقال لنا.. انه مجرد مقترح درامي.. مجرد وجهة نظر!

حكايانا الدرامية انتظرناها عاماً اثر آخر... دون أن نتوقع يوما أننا سنصبح نحن الحكاية...‏

ومع ذلك كأن لاشيء تبدل...!‏

نفس النمطية تسكب على قوالب أغلب المسلسلات... اجترار لأفكار سبق وقدمت، بعض كتابنا لايزال غارقاً في أفكاره الذاتية رغم تعددية الشخصيات التي يقدمها إلا أننا كثيرا مانراه وكأنه يقدم منولوجا يناجي ذاته، بعيدا عن مصائر أو كوارث خبرها أو خُبر عنها..!‏

تضخم الذات الفنية نراها منعكسة في مختلف التفاصيل الدرامية..، الحالة النمطية للإخراج... طريقة صناعة النجم ومن ثم اجترار استهلاكه... والاهم حالة الإرضاء المثلى لسوق يبدو مصير الدراما بين يديه... مع شركات إنتاجية يهمها قبل أي شان آخر التعاقد مع اكبر كم من المعلنين...‏

هذه النمطية الدرامية هل ستستمر..؟ خاصة في ظل سعي الشركات المنتجة على قولبة الدراما بما يضمن المزيد من إرساء قيم وركائز تمكنها من امتطاء فكر وخيال المشاهد، معتقدة أنه في عالم الاتصال وان تعقدت طرق الوصول إليه.. إلا أنها لازالت قادرة على صياغته كيفما تريد..!‏

ولكن هذا العام.. ألم نلمس بعضاً من روح التغيير... ألم نلمس مزاج مشاهدة متبدل.. وان كان على نطاق ضيق.. لكنه يوحي ببعض الأمل.‏

في مواجهة تلك الحكايا العفنة... لدينا روح تواصلية نعيشها عبر الانترنت تغير مزاج المشاهدة، تطلعنا على فكر متجدد كالنهر السريع الجريان... لم يعد يقبل بتلك السذاجة التي تبثها الشاشة الصغيرة المقولبة...‏

ربما آن الأوان لصناع الدراما لإعادة النظر بالتوليفة الدرامية ككل، لايزالون حتى الآن يقبضون على بعض أنماط المشاهدة بحكم الاعتياد ليس إلا.. ولكن ونحن نعيش على وقع مزاج متغير... لاشك أن نجمهم سينحسر تدريجياً..‏

سواء عزفت صناعة الدراما لحن التغيير، أم انصرفت عنه... قفزاته مستمرة، معركة هادئة بين وسائل اتصالات التي لاتكاد تفارق أيدينا...، وبين الفنون والآداب ككل وليس الدراما وحدها الزمن وحده سيرينا أين سيكون اتجاه بوصلة الناس الحقيقي!‏

soadzz@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سعاد زاهر
سعاد زاهر

القراءات: 11144
القراءات: 754
القراءات: 801
القراءات: 762
القراءات: 924
القراءات: 764
القراءات: 785
القراءات: 742
القراءات: 746
القراءات: 775
القراءات: 804
القراءات: 779
القراءات: 811
القراءات: 810
القراءات: 837
القراءات: 870
القراءات: 853
القراءات: 871
القراءات: 842
القراءات: 904
القراءات: 859
القراءات: 907
القراءات: 916
القراءات: 928
القراءات: 723
القراءات: 782

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية