حكايانا الدرامية انتظرناها عاماً اثر آخر... دون أن نتوقع يوما أننا سنصبح نحن الحكاية...
ومع ذلك كأن لاشيء تبدل...!
نفس النمطية تسكب على قوالب أغلب المسلسلات... اجترار لأفكار سبق وقدمت، بعض كتابنا لايزال غارقاً في أفكاره الذاتية رغم تعددية الشخصيات التي يقدمها إلا أننا كثيرا مانراه وكأنه يقدم منولوجا يناجي ذاته، بعيدا عن مصائر أو كوارث خبرها أو خُبر عنها..!
تضخم الذات الفنية نراها منعكسة في مختلف التفاصيل الدرامية..، الحالة النمطية للإخراج... طريقة صناعة النجم ومن ثم اجترار استهلاكه... والاهم حالة الإرضاء المثلى لسوق يبدو مصير الدراما بين يديه... مع شركات إنتاجية يهمها قبل أي شان آخر التعاقد مع اكبر كم من المعلنين...
هذه النمطية الدرامية هل ستستمر..؟ خاصة في ظل سعي الشركات المنتجة على قولبة الدراما بما يضمن المزيد من إرساء قيم وركائز تمكنها من امتطاء فكر وخيال المشاهد، معتقدة أنه في عالم الاتصال وان تعقدت طرق الوصول إليه.. إلا أنها لازالت قادرة على صياغته كيفما تريد..!
ولكن هذا العام.. ألم نلمس بعضاً من روح التغيير... ألم نلمس مزاج مشاهدة متبدل.. وان كان على نطاق ضيق.. لكنه يوحي ببعض الأمل.
في مواجهة تلك الحكايا العفنة... لدينا روح تواصلية نعيشها عبر الانترنت تغير مزاج المشاهدة، تطلعنا على فكر متجدد كالنهر السريع الجريان... لم يعد يقبل بتلك السذاجة التي تبثها الشاشة الصغيرة المقولبة...
ربما آن الأوان لصناع الدراما لإعادة النظر بالتوليفة الدرامية ككل، لايزالون حتى الآن يقبضون على بعض أنماط المشاهدة بحكم الاعتياد ليس إلا.. ولكن ونحن نعيش على وقع مزاج متغير... لاشك أن نجمهم سينحسر تدريجياً..
سواء عزفت صناعة الدراما لحن التغيير، أم انصرفت عنه... قفزاته مستمرة، معركة هادئة بين وسائل اتصالات التي لاتكاد تفارق أيدينا...، وبين الفنون والآداب ككل وليس الدراما وحدها الزمن وحده سيرينا أين سيكون اتجاه بوصلة الناس الحقيقي!
soadzz@yahoo.com