من هنا تأتي أهمية الإشارة إلى القرارات الارتجالية التي تصدر عن بعض الوزراء، قرارات ربما تكون في غير مكانها ناجمة عن أهواء شخصية لا تقدّم أي إضافة إلى العمل وتطويره وفي أغلبيتها، ينجم عنها خسائر مالية كبيرة تعود بالفائدة على جيوب مصدري هذه القرارات، قرارات وضعت أشخاص غير مؤهلين بمواقع إدارية مهمة.
صحيح أنه تم خلال الفترة الماضية اتخاذ إجراءات عديدة بحق عدد من المرتكبين والمخالفين والمقصرين في تنفيذ الأعمال الموكلة إليهم من أجل منع الترهل والفساد الإداري والمالي والأخلاقي، لكن هذه الإجراءات لم تطال البعض الآخر، وهؤلاء لم يقدموا أي عمل مجرد أنهم يحصلون على مكاسب الوظيفة من سيارة وتعويضات وربما مكافآت ومهمات وتعويضات إضافية.
ويبقى السؤال: من هم الذين طالتهم الإجراءات الحكومية ؟ وبالتالي هل هم من أصحاب صنع القرار أو المواقع الوظيفية المتقدمة في الوزارات والمؤسسات ؟ أم أنهم من العاملين العاديين الذين لا حول لهم ولا قوة . . ؟
إذاً ونحن نشير إلى تلك القرارات، نؤكد ضرورة أن تكون هناك قرارات متخذة بحق كل من لا يقوم بالعمل الموكل إليه من جهة وبحق كل من يتخذ قراراً خاطئاً من جهة ثانية، وبحق كل من أساء للمهمة التي أنيطت به، هناك قرارات صدرت وربما قد تصدر لاحقاً لم تطل إلا الندرة القليلة من أؤلئك الذين باتوا عالة على الوزارات والمؤسسات، وهناك ترهل تفشى في بنية الوزارات والمؤسسات لا بد من معالجتة وقائياً ، والمعالجة الوقائية هنا لا بد أن تبدأ من تطهير الإدارات من الفاسدين ونعتقد أن مواجهة ذلك هو من أولى مهام الحكومة القادمة كي لا نبقى نراوح في المكان.
asmaeel001@yahoo.com