تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تصنيع زيتون المائدة

حديث الناس
الخميس 17-11-2011
قاسم البريدي

فرحة كبيرة يعيشها الفلاحون هذه الأيام وهم يجنون محصول الزيتون حيث يشارك أفراد الأسرة بمتعة لا تعادلها متعة أخرى ,ومع ذلك هناك قلق دائم يتمثل بارتفاع التكلفة وانخفاض السعر لعدم توفر مصادر تسويق خارجية .

والمشكلة في التكلفة أنها مركبة وأعلى من المعدلات العالمية ، وتبدأ من أجور جني المحصول التي تصل المحاصصة فيها لأكثر من الثلث أي إن مايقطفه العاملون يأخذون ثلثه كأجور فقط وأحيانا نصفه حسب طبيعة الشجر وحجم الثمرة .‏

وفوق ذلك ، فإن أسعار الزيتون الأخضر انخفضت عن العام الماضي وزيت الزيتون حافظ على سعره المتدني رغم بقاء كميات كبيرة من العام الماضي بلا تسويق , ولهذا يؤمل هذا العام أن ينفتح باب التسويق الخارجي مبكرا لتعديل الأسعار وجعلها مجزية ومشجعة للفلاح .‏

وكشفت دراسة حديثة لمكتب الزيتون بادلب نشرتها الثورة الثلاثاء الماضي أن المحصول هذا العام جيد رغم أنه موسم معاومة ويتوقع أن يصل الإنتاج من الزيتون لنحو مليون ونصف المليون طن منها 165 ألف طن زيتون مائدة والباقي أي 85% يذهب لاستخراج زيت الزيتون .‏

وهذا بدوره يطرح سؤالاً آخر : لماذا لا يتم التركيز على تصنيع زيتون المائدة لتتوسع على حساب نسبة زيت الزيتون المرتفعة جدا ،وذلك باستخدام تقنيات حديثة وسهلة علما أن هذه الصناعة ،وفق الدراسة المذكورة ، تحقق جدوى اقتصادية أكبر من الزيوت وهذه السلعة متنوعة ومرغوبة جدا لأسواقنا المحلية والأسواق العربية والمجاورة.‏

والواضح تماما ، أننا نترك الفلاح وحده يعمل بعفوية دون توجيهه كما يجب ودون أن نفكر بالمستقبل ,فأين الإرشاد الزراعي وأين البحث العلمي ؟خصوصا أن هذا المحصول يمكن أن يتحول إلى محصول ذهبي يضاعف الدخل لنحو 400 ألف أسرة تعمل به من خلال التخلص من الطرق البدائية في الزراعة والتقليم والقطاف والنقل والتخزين وغيرها.‏

ولو طبقنا الطرق العلمية الصحيحة لما تكررت ظاهرة المعاومة ولأنقصنا التكلفة إلى النصف ولنشطنا الصناعة الغذائية ورفعنا جودة المنتج ( زيت وزيتون) والإنتاجية أيضا للشجرة الواحدة .‏

وبكل الأحوال ,علينا أن نستدرك مافات منذ الآن بعدما بلغ عدد أشجار الزيتون 97 مليون شجرة والمثمر منها حاليا 73 مليون شجرة ,أي علينا الاستعداد لاستقبال إنتاج 20 مليون شجرة جديدة ستصبح مثمرة خلال سنوات قليلة قادمة .‏

فهل سيتم تدارك التوسع العشوائي للزيتون لاختيار الأصناف الملائمة بيئيا وزراعيا لكل منطقة؟وهل سيتم الترويج المجدي للزيوت السورية حتى في الأسواق المحلية ؟وهل يتم تعديل الأنماط الاستهلاكية ليكون الزيتون ومشتقاته ركنا أساسيا في المطبخ السوري عوضا عن الوجبات السريعة الوافدة إلينا خصوصا السمون والزيوت التي قد نجهل مصدرها وتكون لنباتات معدلة وراثيا كفول الصويا مثلا؟ .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

  قاسم البريدي
قاسم البريدي

القراءات: 1022
القراءات: 929
القراءات: 997
القراءات: 986
القراءات: 905
القراءات: 1005
القراءات: 942
القراءات: 931
القراءات: 955
القراءات: 963
القراءات: 950
القراءات: 947
القراءات: 3827
القراءات: 941
القراءات: 957
القراءات: 1016
القراءات: 995
القراءات: 948
القراءات: 964
القراءات: 1092
القراءات: 989
القراءات: 1576
القراءات: 1034
القراءات: 994
القراءات: 998

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية