جرأة, تجاوزت المشاهد الساخنة إلى استحضار المفردات «الشوارعية» التي يتداولها العامة والخاصة في المدن العربية كلها، لا في المغرب فحسب.
لماذا إذاً كل هذه الجلبة على فيلم لايعتبر «فريد عصره» في تقديم إغراءات وايحاءات للجمهور؟ قد يكون السبب ان الجمهور, الذي لم يتعود على نشر غسيله الوسخ على الملأ، تواق لرؤية ما حُرم منه، في سياق أن للجديد بهجة.
اليس في الزوبعة التي يثيرها حدث ثقافي، سواء أكانت في فنجان او في محيط, تعبير وثيق عن حال الثقافة التي هي هامة المجتمع ؟ الا يمكن سحب الزوبعة المغربية لتكون تجربة قابلة للتعميم على الكثير من الدول العربية، تجربة تختصر الهوة بين القاع وبين القمة، بين المشتغلين في الثقافة وبين أولئك الذين يعيشون في أحزمة الفقر والجهل؟
ألا يكشف الفيلم المغربي عن وجود قطيعة, كان المثقفون طرفا فيها مع الأنظمة الحاكمة, حينما كانوا يلتفتون الى إنتاج «أنماط» ثقافية انتهازية ومراوغة،تقترب من الحاكم لترضيه بغية تحقيق المزيد من المكاسب؟ الم تنتج الكثير من الأعمال الفنية باسم السياسي والايديولوجي بعيدا عن الاجتماعي والواقعي؟
لاتنشر غسيلك الوسخ, أثرت على مجمل نتاجنا الثقافي, والغريب اننا نتهم كل من يحاول كسر أصنامها بالخروج عن الملة والجماعة، رغم منافعها الكثيرة، والاغرب اننا نتمسك بها رغم هبة السماء لنا في ديمومة أيامنا المشمسة القادرة على تعقيم القروح لا الغسيل فقط.