اليوم يحدثنا «اريك دامان» عن التعامل اللاعقلاني مع المال، اذ ثمة حماقات وتهورات قد تقترفها دول بحقه, ففي الولايات المتحدة تم التوسع في الإقراض حتى فقع العقار, مع ان الجميع, مقرضون ومقترضون يعرفون ان ما يرتكبونه ليس من الصواب في شيء، ان هو إلا هستيريا الربح للطرف الأول والانفاق والتبذير للطرف الثاني.
اذا كانت معظم المشكلات من المال, ماالحل إذا؟ من وجهة نظر «دامان» علينا تعريف المشكلة. المال, في قاموس «وبستر» الأميركي:وسيط للتبادل ومعيار للقيمة. التعريف لايرقَ إلى مستوى نفاذ المعرّف واقعيا,فهو وسيط، لكنه من نوع خاص جداً, ولذلك تتخوف الأغلبية من تأثيراته في «الكينونة»، فالاستقلالية التي تبنى أحد أعمدتها على الحالة المادية، هي الدرجة التي لابد من تخطيها في طريق الوصول إلى تحقيق الذات والرضى عنها, كما قال «ابراهام ماسلو».
في الدراسة ثمة زوايا رؤية ذكية، فالجدل بين زوجين, مثلاً, حول المال قد يدفع بالطفل إلى تبني مساواة المال بالقدرة على التحكم وضبط الأمور, أي القَوَامة لمن يملك وينفق, ويستطرد «دامان» فيقول ماذا لو ساوينا المال بالحب؟ هناك نموذج الوالد الذي يسافر أو يتأخر عن البيت، وحتى يغطي بعده عن البيت، يلجأ إلى إغداق المال أو الهدايا على ابنه.
في أميركا، حيث أنجزت الدراسة, ثمة تطرف في إعلاء «المزيد من المال يحسّن الأمور» ومع ذلك حاول الدارس مسك العصا من المنتصف، وبذلك أرضى عبَدَة «الأخضر» وأرضىَ معهم تلك الفئة «المتصوفة» التي لاترى في المال عصا موسى، بل مجرد «وسخ للدنيا».