تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لوينطق هؤلاء..؟!

البقعة الساخنة
الأحد 8-1-2012
ديب علي حسن

إنها المفارقة التي تجعلك تشعر أن السوريالية ليست في عالم الأدب والإبداع فقط، بل وصلت إلى السياسة وكواليسها.. وسوريالية الساسة لاتعني إبداعاً، ولاتألقاً، بمقدار ماتعني الفجيعة المرة، بل لنقل التراجيديا..

وكأننا نستعيد في هذه المأساة حادثة أولئك الذين سألوا عن دم البعوضة حلال أم حرام وسفكوا دم.. ويأتيهم الجواب حاداً صارماً ممن سألوه: عجبت لكم أتسفكون دم.. وتسألون أحلال سفك دم البعوضة أم حرام..‏

نعم بعض أعرابنا ورثة هؤلاء، بل هم أحفادهم، وعلى نهجهم ماضون، وإن تلونوا، ورفعوا شاهقات الأبنية ، وأقاموا مظاهر تدل على أنهم تحضروا، لكنهم في حقيقة الأمر لم يغادروا جاهليتهم الأولى.‏

القدس تهود، تدمر، تحرق، تنسف، إسرائيل تعربد، تعلن خططها بوضح النهار، ورب البيت بالطبل ضارب، لالجنة القدس سمعت، ولاجامعة الدول العربية، وكأن الأمر في مكان آخر.. بل كأن إسرائيل هي صاحبة الأرض والمقدسات والفلسطينيون طارئون على هذه الأرض.‏

العرب والمسلمون يسمعون ويرون أولى القبلتين تهود ولكن لاحياة لمن تنادي.. مشغولون بسفك الدم السوري.. مشغولون باستضافة الفرق الإسرائيلية في عواصمهم... حاضرون للالتقاء بفيلتمان يسمعون نصائح الديمقراطية والحرية.. يعدون الخطط لسفك المزيد من الدم السوري...يطير أحد عرّابي ديمقراطية الموت إلى الأمم المتحدة وبكل صفاقة يعلن جئنا لنكتسب خبرة، لنستفيد.. من خبرات الأمم المتحدة.. لاشك أنه جاء لأن جعبته ألقت بآخر خططها وماأكثرها، ولابد من جديد.. لم يطر يوم حرب تموز إلى الأمم المتحدة، ولايوم غزة، ولا...اليوم نحن وحدنا ودمنا المسفوك على أيديهم يجعله يطير لا لحقنه، بل لسفك المزيد منه..‏

وأتته الخطط جاهزة.. فجروا، وفجروا استنزفوا كل شيء..آه..لو ينطق محمد الأشمر، وحسن الخراط، وصالح العلي وعزالدين القسام، وسلطان باشا الأطرش، ومريود، والقاوقجي، وهنانو وجول جمال لو ينطقون.. لابل ينطقون ويسألون: أعطونا أيها الأعراب الطارئون مأثرة واحدة في تاريخكم، قدموا لنا أسماء أبطالكم من أجل الحرية والاستقلال،لعلّ ذاكرتنا قد صدأت .. ذكرونا بمآثركم..نسينا..أموالكم التي أنقذت مرابع اللهو ومواخير أوروبا، نسينا مالكم المبذول لسفك دمنا نسينا ترفكم وموائد قماركم.. حقاً صارت المقولة: اطلبوا التآمر ولومن الأمم المتحدة...‏

d.hasan09@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 753
القراءات: 758
القراءات: 784
القراءات: 673
القراءات: 689
القراءات: 773
القراءات: 841
القراءات: 781
القراءات: 654
القراءات: 855
القراءات: 756
القراءات: 732
القراءات: 721
القراءات: 740
القراءات: 724
القراءات: 674
القراءات: 836
القراءات: 695
القراءات: 768
القراءات: 743
القراءات: 811
القراءات: 777
القراءات: 802
القراءات: 721
القراءات: 768

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية