فالماوزت الذي تسعى الدولة جاهدة لضخه - بشكل لا سابق له - لمحطات الوقود يتبخر بقدرة مفتعلة شيطانية المنشأ فيأتي المواطن الذي لا حول له ولا قوة الى تلك المحطات وينتظم في «الطابور» ويصطف مع اقرانه، وترقب اعينهم لحظة قدوم المنتظر الذي غالبا ما يغيب فور عبوره وكأنه صار زائر لحظة لكل محطات وقودنا، وإلا ما معنى ان تزداد كمية الطلب في دمشق وحدها لمادة المازوت لتصل الى اكثر من مئتين وخمسين بالمئة عن الحاجة الاعتيادية لدمشق وما حولها..؟
فلماذا لم تقدم محطات الوقود وفروع «سادكوب» على استجرار الكميات اللازمة فور تخفيض اسعار المازوت، والزام الجهات الحكومية والصناعيين لتسلم حاجتهم من المادة التي لم ينعكس تخفيض سعرها على المواطن لا من جهة توفرها وقت الحاجة، ولا من جهة انخفاض اسعار انتاج السلع التي تدخل في اولويات صناعتها، ولماذا لم يقدم المواطنون على تعبئة خزاناتهم خلال ايار وحزيران .. ليصلوا هذه الايام الى ما هم عليه.
اما الغاز فيبدو ان مضاعفة اعداد الاسطوانات لمرات عديدة لم يحل الازمة الآنية المفتعلة، ورغم ذلك تسعى الجهات المعنية على ما يبدو وتتضح حقيقة لتوفير المادة لابناء الشعب بالسعر الحقيقي وبالكمية المحتاجة، وتقدر هذه الجهات ان الكثيرين يستخدمون الغاز للتدفئة هذه الايام لعدم توفر المازوت، وتسعى المحافظات والوحدات الادارية هذه الايام للاشراف على توزيع المادتين في المدن والبلدات والقرى والمزارع لوضع حد لجشع الجشعين الذين لم يراعوا حاجة اهلهم وذويهم لهذه المواد آملين ان تصل المادتان الى كل بيت بيسر وبسعرها المحدد الذي تدعمه الدولة بمليارات الليرات في سبيل تأمينه للمواطن لا ليستغله الطفيليون ومستغلو الفرص، وتذهب اموال الدعم الى جيوبهم.